معظم الأطفال يمتلكون القدرات الإدراكية اللازمة للكذب عند بلوغهم ما بين السنة إلى ثلاث سنوات، ومع ذلك فإن دراسة حديثة نُشِرت في مجلة (Developmental Science)، أفادت بأن الأطفال يمكنهم تعلم الكذب بسرعة وبصورة عفوية، في سن أصغر، بمجرد تعرضهم لألعاب تنافسية.
ففي هذه الدراسة، قامت باحثة باللعب مع طفل ذي ثلاث سنوات، عشر مرات يومياً، ولعشرة أيام. وكانت اللعبة أقرب إلى لعبة الاختباء والبحث. إذ تقوم الباحثة بغلق عينيها، ويقوم الطفل بإخفاء قطعة حلوى تحت أحد كوبين؛ تفتح بعدها الباحثة عينيها وتسأل الطفل عن مكان الحلوى، فإن أجابها بصدق، تأخذ الباحثة الحلوى، أما إذا كذب، ولم يخبرها بمكانها الصحيح، حصل هو على الحلوى.
خلال الجلسات الأولى، لم يحاول أي من الأطفال تقريباً خداع الباحثين. ولكن على مدار الدراسة، بدأ الأطفال يدركون أن الكذب سيؤدي إلى مكاسب شخصية.
يقول الباحث (جايل هيمان): “لم يكن جميع الأطفال متساوون في سرعة إدراكهم للخداع، ففي حالة نادرة، أدرك بعضهم فوائد الكذب من اليوم الأول، وفي حالات نادرةٍ أخرى، ظل البعض الآخر يخسر اللعبة حتى اليوم الأخير”.
ووجد الباحثون علاقة بين القدرات الإدراكية للأطفال وقدرتهم على الكذب، فبحسب هيمان: “واحدة من هذه المهارات، ما يسميه علماءُ النفس (نظرية العقل)، وهي القدرة على فهم أو استيعاب أن الآخرين قد لا يعرفون بالضرورة ما تعرفه أنت؛ هذه المهارة ضرورية، لأنه عندما يكذب الأطفال فإنهم يقومون بإيصال معلومات مخالِفة لما يؤمنون به، وبصورة مقصودة؛ مهارةٌ أخرى هي السيطرة الإدراكية، والتي تسمح للناس بمنع أنفسهم من إفشاء الحقيقة، عنما يحاولون قول الكذب. الأطفال الذين اكتشفوا كيفية الخداع بسرعة، امتلكوا أعلى المستويات من هذه المهارات”.
إن الألعاب التنافسية على ما يبدو، لا تقوم فقط بكشف قوة الخداع للأطفال، وإنما تساعد الأطفال على صياغة مفهوم الخداع نفسه، ولاحظ الباحثون بأن تعلم توظيف الأكاذيب البسيطة هو مجرد بداية، لعلاقة الطفل بمفهوم الخداع، والذي ينمو ويصبح أكثر تعقيداً مع مرور الوقت.
كيف يفسر الأطفال أخلاقيات الكذب؟
في عام 2016 بحثت دراسة في الطرق التي يفسر بها الأطفال أخلاقيات الخداع بصورها المختلفة، كالأكاذيب البيضاء، والاعترافات الكاذبة؛ وأظهرت النتائج بأن الأطفال الأصغر سناً يميلون إلى تصنيف جميع أنواع الكذب على أنها سيئة، في حين أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و12 سنة، وجدوه فعلاً معقداً أخلاقياً.
وتذكر إحدى مؤلفات الدراسة (شانا مارلي وليامز) “إن الاطفال كلما ازداد عمرهم، كلما كانوا أكثر اهتماماً في عواقب هذه الأعمال، كما ويكونون أكثر قدرةً على قراءة النوايا وراء الكلام”.
من فضلك اضغط الاعلان
جزاكم الله خيرا
👇👇👇
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق