البحث في الموقع

 لدعم الموقع 



آخر المواضيع

‏إظهار الرسائل ذات التسميات تاريخ وقصص. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تاريخ وقصص. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 8 يوليو 2018

يوليو 08, 2018

تعرفوا على : صعود و سقوط اﻹمبراطورية

أمريكا


ستيفن فان ايفيرا

أمريكا في خضم ما يبدو أنه نقلة نوعية ، اعتقدت ذات مرة أنها امبراطورية لا يمكن إختراقها، فالبلد الذي يقوم على المثالية والرومانسية كما كان أجداده ، يواجه الآن مستقبلا هشا، وبعد أن قرر باراك أوباما ترك منصبه في نهاية العام المقبل، اعتقدنا أن الوقت قد حان لتقييم المكان الذي تتوجه اليه الولايات المتحدة.

جلسنا مع أستاذ العلوم السياسية الدولية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ستيفن فان ايفيرا، لمناقشة كيفية وصول الولايات المتحدة إلى هذه النقطة المقلقة، و لماذا يجب أن يكون تغير المناخ على رأس جدول أعمال الولايات المتحدة ، ولِمَ يعتقد أن الحضارة البشرية لا تملك فرصة في القرن الحادي والعشرين؟

يبدو أن العديد من الناس لديهم آراء مختلفة حول ماهية مسار الولايات المتحدة المستقبلي ، حيث قال روبرت رايش، احد الخبراء الاقتصاديين البارزين في البلاد، ان اميركا “تتجه بسرعة كاملة الى القرن التاسع عشر”.

ما رأيك في الصورة العامة للولايات المتحدة الآن؟ (في الوقت الذي يبدو ان صراعا اخلاقيا و ايدولوجيا عميقة تحدث فيه)
كنت تسألني ما هي نظرة العالم لنا الأن ؟ حسنا، يمكنني أن أجيب أنني أرغب بتغييرات كبيرة في نهج الولايات المتحدة بالنسبة للأمن، ولكن هل سنحصل على ذلك التغيير الكبير ؟ لا انا لا اعتقد ذلك.

إن كنت تريد أن تفهم ما تفعله الولايات المتحدة في العالم اليوم، يجب أن تدرس الحركة المحافظة، فهي جماعة قوية جدا ، أنا أتحدث عن مجموعة من المنظمات المحيطة بالمؤسسة الامريكية ، مؤسسة التراث – وسائل الإعلام مثل ويكلي ستاندرد وول و ستريت جورنال. هذا الحزب في امريكا منظم تنظيما جيدا و له قدرة سياسية ، حيث أن كيفية اخذ السياسة المحلية و الخارجية بنظر الاعتبار بالنسبة لي هي المعيار الذهبي للعمل السياسي في أمريكا ، إنني أختلف معهم في معظم الأمور، ولكنهم يراعون ما يقولونه ويفعلونه، لأنهم يعملون معا.

و أحد الأشياء التي أجدها مثيرة للاهتمام هي النقطة التي أدلى بها النائب البريطاني شيرلي ويليامز، الذي قال إنه بدون أمريكا، سيكون هناك إنغماس في الفوضى، لكنه قال أيضا إن أمريكا تعتمد حاليا على نظام خطير من النزعة الفردية، حيث يكون السياسي الفردي أكثر أهمية من الجماعة ككل ، و هكذا نعود إلى تعليقي حول الحركة المحافظة..

عندما أقول “حركة محافظة” أتحدث عن حركة يعود تاريخها إلى الأربعينيات، ولكن أنشأت شكلها الحالي في السبعينيات عندما تأسست مؤسسة التراث، هناك على الأرجح حوالي 40 منظمة في واشنطن تنتمي لهذه الحركة .

تريد ان تعرف من هم ، كيف يفكرون و من اين يحصلون على أفكارهم؟ لديهم تراث لينيني ، الناس مثل إيرفينغ كريستول وغيرهم من حوله يتبعون نهجهم السياسي رجوعا إلى شبابهم عندما كانوا أتباع تروتسكي و يعترفون بديونهم للينين.

أعتقد أن لينين كان ذكيا جدا يريد أن يفكر في كيفية الاستيلاء على السلطة، ولكنه أيضا كان رجلاً شريراً جداً. وترى الحركة المحافظة أن السياسة حرب، فأنت لا تشارك في السياسة للتنافس ومن ثم الحكم المشترك ، حيث ان وجهة نظرهم كانت مشابهة لتلك التي لدى لينين ، وهي أن السياسة تدور حول ( الهزيمة، التدمير، الانتصار الكلي) ، وانها وجهة نظر جديدة في أمريكا.


و إن أردت رأيي فهذه هي طريقة التفكير الأمريكية ، فإن دستورنا يفترض التوصل إلى حل وسط بين الأطراف والمؤسسات كما لو أنه ترتيب لتقاسم السلطة .
وكان الآباء المؤسسون يحاولون إنشاء نظام تمتلك فيه مختلف الفصائل مؤسسات مختلفة، وكان الافتراض هو أن هذه الفصائل في نهاية المطاف سوف تنهي الأمور إلى حلول وسطية توفيقية . ولكن لدينا الآن فصيل في سياستنا لا يؤمن بالحل التوفيقي، بل هو السبب الأساسي في الجمود الذي نشهده الآن.
كم من الوقت مضى على تنظيم كل هذا ؟

أود أن أقول أنك يمكن أن تتبع ذلك إلى أوائل 1980، لكنه زاد حقا في السنوات العشر الماضية، لم نر أي شخص يدعم مجلس الشيوخ الأمريكي الذي رفض صراحة فكرة التسوية حتى عام 2010، عندما بدأنا نرى مرشحين جمهوريين يقولون “أنا ضد التسوية، وأنا فخور بذلك”.
السياسة ليست مسألة تسوية ، فأنت تنخرط في اغتيال شخصية، تكذب، تغش، أيا كان. الجميع يتحدث عن كيف أصبحت السياسة غير مدنية و هذا صحيح . لقد شهدنا انخفاضا كبيرا في السياسة المدنية الأمريكية.

قبل ثلاثين عاما، كان اثنان من أهم أعضاء الكونغرس دان روستينكوسكي وبوب ميشيل. وكان روزتنكوسكي رئيسا ديمقراطيا، و بوب ميشيل الزعيم الجمهوري، وكان كلاهما من إلينوي وفي العطلة كانا يقودان السيارة معا من العاصمة إلى إلينوي، لقد كانا صديقين وهذا أمر لا يمكن تصوره اليوم.
لا يوجد جمهوريون مثل ميشال الآن.. القادة الذين جاءوا فيما بعد ينظرون إلى السياسة على أنها معركة ، إن كنت ستركب في سيارة مع ديمقراطي فالشيء الوحيد الذي سيكون عليك القيام به هو العراك معه دون توقف ، حصل تغيير كبير، ويمكنك أن تقول أنني ألوم الجانب اليميني لأنني لا أعتقد أن تغييرا في اليسار الأمريكي قد حصل ،هناك الكثير من الكلام عن الحركة الأمريكية المحافظة وأنتقد زملائي الذين يدرسون السياسة و لا يكتبون عنها.
وهذا أمر بالغ الأهمية ، كيف تفترض أننا قادرون على عدم سرد الحق ، خاصة عندما يكون لديهم جدول أعمال متشدد و نهج عسكري كهذا ؟ هل ينبغي أن نشعر بالقلق إزاء المستقبل؟

عندما أُسأل عن هذا، أقول: سوف يكون لنا سيطرة على خطابنا السياسي وسياساتنا من قبل الحركة المحافظة إلى أن تأتي حركة غير يمينية مساوية في مهاراتها و مظهرها الاستراتيجي للحركة المحافظة. لكن اليوم لا شيء في الأفق يوحي ببذور منافسة للحركة المحافظة فهي قوية جدا ، فكما قلت ، هناك حوالي 40 منظمة تابعة للحركة المحافظة و لا يظهرون أي علامة على التراجع و لديهم وسائل شتى لتدريب أتباعهم .
انها حقا عسكرة الصوت.

حسنا، إنها أكثر لينينية. يعتقد لينين أن السياسة لديها 6-8 بديهيات، أحدها هو أن النضال السياسي يكون على مدى طويل فأنت لا تفعل شيئا لتراه يطير بليلة واحدة ، عليك ان تكون صبورا ، وهذا ينطوي على تجنيد الشباب، وتدريبهم بشكل جيد للحفاظ على ولائهم ومنحهم سببا طويل الأجل للبقاء معك.

بمجرد ان يتعلم الناس كيف يصبحون فعالين فانت لن تدعهم يخرجون و ينضمون لوول ستريت او يذهبون للعمل بل ستجعلهم يبقون معك و لكن للقيام بذلك لا بد ان يكون لديك البنية التحتية التي يمكن ان توفر لهم وظائف على المدى الطويل و الحركة المحافظة تفعل ذلك . لا يوجد شيء من هذا القبيل في النظام الغير يميني حيث لا يمكن للخريجين الشباب ان يقولوا : ” أوه ، أود أن أكون عاملا غير متحفظ في السياسة ” فلا وجود لنظام يضمن لهم فرصا على المدى الطويل .
“إن باراك أوباما لا يبدو انه ينسجم مع نخبة واشنطن، يحب أن يتسكع مع أصدقائه القدامى من شيكاغو. ‘يا باراك! فقط لهذه السنوات الثمانية سوف تزج نفسك في هذا المكان الذي يدعى واشنطن و تقضي بعض الوقت مع هؤلاء الناس، و تشرب الخمر؟ ”

لذلك، الحديث عن الدبلوماسية العامة والتقييم والخطاب في الولايات المتحدة، حيث تعتقد أنه كان خطأ بالنسبة لأمريكا؟ وأنا أعلم أن مشروع توبين يهدف إلى إدخال القضايا التي كتبتها على مر السنين.

هذا يعود إلى النزعة الفردية في الولايات المتحدة وارتفاع أخلاقيات جديدة من الجشع كنمط حياة .. وضرورة استبدال ذلك مع أخلاقيات المساهمة أو رعاية الصالح العام.

يمكنك رفع اثنين من الأسئلة منفصلة، كلاهما تحت عنوان الأفكار ، أحدهما يدرك أن الكثير من هذه الأمور ينبع من الأفكار، وليس الحقائق، وأن القوة العسكرية لن تحلها – بل عليك تغيير شروط النقاش.

لقد شعرت بالإحباط لأن النهج الأمريكي لمشكلة القاعدة لم يتناول جانب الأفكار، فبوش وأوباما كانا غير قادرين على محاولة تطبيق شروط النقاش في الخارج ، و لم يعملا في التعامل مع النظرة العالمية حول القاعدة ، وأعتقد أن هذه نظرة عالمية قوية لا يصعب هزيمتها، ولكننا ننفق فقط مليار ونصف على الدبلوماسية العامة.

كانت رؤية إدارة بوش للشرق الأوسط أن الخطأ الوحيد في المنطقة هو أن الناس لم يخافوا من الولايات المتحدة، كان لديهم نظرية الترهيب في السياسة، ويعتقدون أن هذه الدول الصغيرة الشحيحة تتصرف بسبب أنها ليست خائفة “.

كانت حرب العراق محاولة لترهيب المنطقة وإظهار أننا يمكن أن نغلب البلدان سيئة التصرف ، حيث أن أحد الأسباب التي دفعت رامسفلد لإنقاص التمويل للحرب على العراق و افغانستان كي يظهر للمنطقة أن بإمكاننا مهاجمة الناس الذين لا نحبهم حتى دون بذل جهد ، ولكن العالم لا يتفاعل بشكل جيد مع الترهيب ،عليك أن تطمئن العالم بأنك تهتم بالمصالح الأخرى بما في ذلك مصالحك.

هل تتوقع وجود مستوى من الحس السليم أو سيادة درجة معينة من التفكير ؟

أنت تصف الشخص المستنير أو الناس المستنيرين بانهم مدركون دائما و يحاولون تحسين أدائهم ، ولكن هذه ليست الطريقة التي يعمل بها العالم حقا، المنظمات تتجنب التقييم لأنه يهدد الوظائف ، إن وجدت أي عيوب في الأداء.. فسيتم إقالة العاملين او استبدالهم ، وبالتالي فإن أفضل شيء يجب القيام به هو عدم تقييمها.

وأرى أن المجتمع يعمل بنفس الطريقة. من الذي من المفترض أن يقيم الأفكار الوطنية والثقافية والسياسية، والطرق المقبولة على نطاق واسع للقيام بالأشياء؟ انها حقا الأوساط الأكاديمية والصحافة.. وأعتقد، بشكل عام، أنها تقوم بعمل ضعيف لأنهم يواجهون الكثير من المقاومة. وهم فاسدون وغالبا ما يتم استدعاؤهم لتقييم الفاعلين الاجتماعيين الأقوياء ولن يقدروا على انتقادهم. فتم إنشاء مشروع توبين ليكون موازنا لذلك، ليطلب من الأكاديميين المساهمة وتقييم السياسات العامة.

لقد رأينا وكلاء للإرهاب ظهروا في سيدني ومدريد وبالي وأماكن أخرى. لقد سبق لك أن قلت إنك تعتقد أن السرد الذي يستخدمه تنظيم القاعدة هو أن “آخر ألف سنة شهدت هجمة لا هوادة فيها من قبل العالم المسيحي على المسلمين ” و ذكرت ان بعض هذا الكلام هو مبالغ فيه . فكيف ستتصرف الولايات المتحدة مع هذا الزعيم الجديد للإرهاب في كل مكان والذي يبدو أنه مراوغ و فعال جدا ؟

حسنا، أعتقد أن المستوى الحالي للهجمات الإرهابية هو أمر مقبول، إذا أردنا أن نستمر كما كنا على مدى السنوات ال 14 الماضية ، سيكون لدينا بعض الأخبار الفظيعة كل 4-5 أشهر، ولكن العدد الإجمالي للقتلى أصغر من عدد الناس الذين ماتوا في مختلف الحروب العالمية.
بالنسبة لي.. ردود الفعل هذه تعود الى 11/9 حيث ان هناك توقعات بأنها ستتكرر من جديد او سنواجه المزيد منها، و لكن يموت شهريا لدينا على الطريق السريع عدد مماثل لمن ماتوا في حادثة 11/9.

أعني إذا كنت تريد إنقاذ حياة الأميركيين، فقم بخفض معدل السمنة وهذا من شأنه أن يحفظ حياة العديد من المواطنين أكثر بكثير من منع المزيد من الاحداث المشابهة ل11/9.

الخطر من الإرهاب الذي يملك أسلحة دمار شامل .. من الجهات السيئة التي ستحصل على دعم من جهات اكثر قوة بكثير. هذا هو السيناريو الذي يجدر بالناس ان يركزوا عليه ، سألت عن القرن ال 21 و إلى أين نتجه ؟ أنا متشائم لأنني لا أرى نهاية لمشكلة إرهاب أسلحة الدمار الشامل.
“إن وجهة نظر إدارة بوش في الشرق الأوسط كانت أن الخطأ الوحيد في المنطقة هو أن الناس لم يخافوا من الولايات المتحدة، كان يتبعون نظرية الترهيب في السياسة.”

هل تعتقد أن الصين والدول الناشئة هي دول مسؤولة في هذا السياق؟

أنا لست على دراية كبيرة بخطاب السياسة الصيني ، أود أن أقول فقط إنني لا أعتقد أنهم يسألون هذه الأسئلة. و إن الفكرة القائلة بأن “هناك مسائل مشتركة عالميا وأن عليهم أن يساعدوا في حمايتها جنبا إلى جنب مع أي شخص آخر” لم تدخل اصلا الى طريقة تفكير الحكومة و النخب الصينية .
إن إستمعت لما يقولونه بخصوص تغير المناخ ستجد كل كلامهم عن أنفسهم ، انا اركز على اذا ما كنا نوقع على مشاركة عادلة ام غير عادلة ، فإن طلب منك ان تعتني بشيء غير عادل فلن يكون بمقدورك ان تساعد. الولايات المتحدة والصين وقعوا على اتفاقية بشأن التغير المناخي في الخريف الماضي و كان أمرا مهما جدا للمستقبل و لكن عموما كلا المجتمعين ترى انهما يركزان على تنميتهما الخاصة و ترى ان هناك اعتراف ضئيلا جدا ان هناك مسائل عالمية مشتركة علينا ان نحميها معا . وأعتقد أن مشاكل أسلحة الدمار الشامل الناشئة سوف تزداد سوءا عندما نرى المزيد من تطوير العلوم في الهند والصين، فهذا الامر لم يعد مسألة سياسة بلد واحد ( سنحتاج إلى نوع من الإدارة الدولية للتكنولوجيات الناشئة).

العودة الى النظام الانفرادي امر سيء ، فعندما تذكر مسألة التغير المناخي للناس يقولون نعم ان التعاون مهم و لكن لا احد يريد ان يمد يد المشاركة.
نعم فعلا. أعتقد أنها مأساة المشاكل العالمية. الجميع يهتم بمسائل قيادة سيارات الدفع الرباعي و استخدم غاز البروبان للتسخين في المنازل و لكن يجب علينا ان نقدم الحلول لهذه المشاكل .

بالنسبة لي ارى ان التكلفة النهائية ستكون بأدنى مقدار عن مشاركة العمل ،فعندما تفترض برنامجا معقولا للتعامل مع تغير المناخ، فانت لن تسبب ضررا كبيرا على الناس. و لنفكر في الأمر، فإن مشروع محاولة تخليص عملية انتاج الطاقة في العالم من الكربون هي أبسط بكثير من مشكلة تحويل الاقتصاد الأمريكي في الحرب العالمية الثانية إلى اقتصاد حرب.

من 1941-1944، حولت الولايات المتحدة اقتصادها من تكريس 1.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع .. لتخصيص 45٪ منه للدفاع. منشأت الطاقة تشكل حوالي 8٪ من الاقتصاد ، مع بنية تحتية من هذا القبيل ، ستستبدلها دائما ، لذلك ما يجب عليك القيام به هو استغلال اي فرصة لاستبدال البنية التحتية ببديل اخضر.

أنا لا أعرف إذا كنت على دراية ب Heartland Institute و George C. Marshall Institute ؟ وكلاهما من الدعاة الفعالين جدا للحجة القائلة بأن لا وجود لتغير المناخ وأن الحل سيكلفنا الكثير .
“إنها تشبه حجة التبغ في الثمانينات”

نعم فكلا الامران متشابهان .. انهم يزرعون الشك .. استراتيجيتهم تدور حول زراعة ما يكفي من الشك حول حجة تغير المناخ التي سيقبلها الناس و باننا يجب ان نؤجل العمل لوقت لاحق يجب الا ننفق الاموال بعد لأننا لسنا متأكدين .
هل فكرت في أن تكون مسؤول مكتب ؟

كطفل كنت تطمح لذلك . ظننت أنني سأكون عضوا في مجلس الشيوخ و أقوم بحل كل شيء. المشكلة هي أنني لا استطيع ان اتذكر اسم اي شخص و هذه مشكلة ، لذا اضطررت لرمي تلك الفكرة!

ما رأيك في أوباما عموما، كشخص؟

أعتقد أن عقله السياسي عموما ممتاز و لديه حس سليم و قد اصدر احكام مبكرة في ادارته حول ما ينبغي ان يكون عليه المخطط العام للسياسة الخارجية للولايات المتحدة ، واعترف بأن حل الأزمة المالية يجب أن يحظى بأولوية قصوى. كان مصيبا في الاهتمام بالرعاية الصحية ايضا و الطريقة التي أعاد بها تشكيل سياسته الخارجية، مع التركيز على الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل والانسحاب من الاخطاء مثل الحرب العراقية. و لكن فشل في التنفيذ ، انه ليس منفذا جيدا، وضع المسار الصحيح ثم سار بعيدا. وهو ليس مديرا، ولذلك تم تحويل سياسته الخارجية إلى أوكرانيا وإلى رسم خطوط حمراء في سوريا بحيث لا ينبغي رسمها.

على الصعيد المحلي، فقد أيضا الشعبية لأنه لم يضع استراتيجية لتشكيل النقاش في الولايات المتحدة ،كان يجب أن يتعلم من رونالد ريجان. و ارتكب بعض الأخطاء الأساسية جدا.

أوباما كانت لديه فكرة انه يجب ان يخرج شخصيا ليلقي الخطاب و بالتالي سيستمعون له . وبطبيعة الحال، لا أحد يستمع، بسبب الصخب. كانت استراتيجيته الاعلامية غير جيدة .

كيف سيُذكر إرث باراك اوباما .. سنرى في كتب التاريخ .. ما الذي تأمل أمريكا أن تفعله في السنوات الأربع المقبلة تحت القيادة الجديدة ؟ ما هي الخطوات التي تعتقد أنه يمكن لأمريكا أن تتخذها؟

أنا اخشى من ان تسبب الحركة المحافظة الكثير من الضرر للولايات المتحدة و العالم .
الحركة تتجه أكثر وأكثر نحو الأفكار المتطرفة ، فهي منغلقة تماما عن بقية المجتمع .. وإذا استولوا على جميع فروع الحكومة، أخشى أنهم سيتخذون إجراءات متطرفة. وإذا أخذوا مجلس النواب ومجلس الشيوخ والرئاسة ولديهم بالفعل خمسة أصوات في المحكمة العليا، أتوقع منهم أن يلغوا التصويت في مجلس الشيوخ ..

لذا اعتقد ان التاريخ سيذكر اوباما بطريقة جيدة لأنه قام بأشياء كبيرة و مهمة بشكل صحيح و هذا هو الأهم .

الخميس، 5 يوليو 2018

يوليو 05, 2018

تعرفوا على : هل كان هتلر ملحدا ؟

ألمانية النازية



قد يتراءى للعديد منا أن النازية هي عبارة عن أيديولوجية قائمة على الإلحاد والكفر، إلا أن نظرة من كثب على خطابات هتلر وكتاباته كفيلة بأن تُفصح عن الكثير وتُبدد هالة الغموض تلك المحيطة بالمعتقدات الدينية.

فقد صرح بعض المؤرخين بأن هتلر كان مسيحيًا، إلا أنه لا يزال هذا غير واضح أمامنا، إذ لا يوجد إجماع في الآراء حول ماهية معتقداته الدينية أو احتمالية عدم وجودها أصلاً.
ومع ذلك، وكما ذكر المؤرخ “صمويل كوين” في إحدى المقالات التابعة لهيئة الإذاعة الأسترالية، إنه كان للنازية ثلاث مدارس فكرية رئيسية:

– اتبع النازيون شكلَا من أشكال الوثنية.
– كانت النازية نفسها عبارة عن “دين سياسي”.
– شجعت النازية على اعتناق شكل من أشكال المسيحية والتي أطلق عليها اسم “المسيحية الإيجابية”.

هذا وقد تشابكت الوثنية بشكل غريب مع حركة (فولكش) الشعبية، والتي اجتاحت ألمانيا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وقد اختلفت الجماعات التي نشأت عن هذه الحركة في تركيزها على العرق والقومية، إلا أن الكثيرين أعربوا عن رغبتهم في إحياء التقاليد الوثنية السرية والعادات بين الشعب – حيث ذكر (كوهن):

في الواقع، عندما احتفل النازيون أولًا بعيد الميلاد في مدينة ميونيخ الألمانية (عام 1920)، فإنهم لم يفعلوا ذلك إلا احتفالًا بانقلاب الشمس، وقد جاءت تقارير الحدث في صحيفة خاصة بهم تشير إلى أن الحالة المزرية التي وجدت ألمانيا نفسها عليها “قد تنبأت بها كل من قصائد إيدا الشعرية وتعاليم أرماني في العصور القديمة”. فقد كانوا يُشيرون هنا إلى بعض المقاطع الواردة في سِفر راجناروك (Ragnarök) -والذي يعني مصير الآلهة- أو “شفق الآلهة” في ملحمة إيدا الشعرية.

وقد ذكر هتلر –الذي نشأ وتربى في الكنيسة الكاثوليكية- في خطابه عام 1920، أن الشعب الآري كان يقيم “طوائف نورانية” أينما استقر على مر التاريخ؛ وفي حين أن هتلر كان متحمسًا لحركة فولكش، إلا أنه على الأرجح لم يكن يؤمن بفكرة وجود قوى خفية فوق طبيعية وثنية، حتى أنه لم يُلق لها بالًا، بل ما همه حقًا كان الفائدة التي تعود عليه من تلك العقائد الدينية، حيث كتب (كوين):

من المُسلّم به أن هتلر سرعان ما انصرف بعيدًا عن العالم السري لحركة فولكش، لأنه لم يُرد لحركته أن تظل حبيسة هكذا بل أراد أن يبني حركة جماهيرية واسعة؛ وكان نتيجة لذلك أن أعلن في كتابه (كفاحي) “تأييده الواضح والصريح للكنيسة الكاثوليكية وكذلك تقاليد السلطة والعقيدة التي تنتهجها”.

ولم يكن هذا نابعًا من أي حب يُكنه لعقيدة الكنيسة وما تقدمه على الإطلاق، بل كان كذلك، لأنه اعتقد أنها قد تصُب في مصلحة النازيين لخلق “عقيدة سياسية” خاصة بهم، انتقالًا من “الشعور بالقومية” إلى الإيمان المطلق في استقامة القومية العرقية النازية.

وتتضح وجهات نظر هتلر حول أهمية الدين النفعية في بعض الملاحظات التي أبداها في اجتماعاته السرية، هذا بحسب ما أدلى به (ألبرت سبير) في كتابه “من داخل الرايخ الثالث”:

لقد كان من سوء حظنا اتباعُنا لديانة خاطئة. أتساءل لماذا لم يكن ديننا مثل ذلك الذي يؤمن به اليابانيون، إذ يعتبرون التضحية في سبيل الوطن أعلى درجات السمو والخير؟ وماذا عن الدين الإسلامي – ذلك الذي جاء به مُحمد – أكاد أُجزم أنه كان ليكون أكثر الأديان توافقًا مع الأهداف التي نسعى لتحقيقها؛ أكثر من المسيحية نفسها. لماذا كان علينا أن نعتنق المسيحية مع كل الخنوع والهوان الذين تتصف بهما”؟!

كما ذكر أيضًا في كتابه “كفاحي”:

قد ضم هذا الكتاب أيضًا بين طياته تفسيرات عرقية غريبة للديانة المسيحية، حيث ذكر:
لم يُخفِ مؤسس الديانة المسيحية تقديره للشعب اليهودي، فما إن واتته الفرصة حتى قاد أعداء الجنس البشري هؤلاء خارج معبد الله. (ص 174)
ومن هذا المُنطلق، فإنني أعتقد اليوم أنني أسير وفقًا لإرادة الخالق العظيم: من خلال الدفاع عن نفسي ضد اليهود، فها أنا أكافح من أجل عمل الرب. (ص 65)
وقد أدى تأويل هتلر للإنجيل بهذا الشكل إلى شيء أُطلق عليه اسم “المسيحية الإيجابية Positive Christianity”، والتي دعـا إليها هتلر في برنامج الحزب النازي عام 1920 حيث أورد بيانًا مفاده:

إننا نطالب بحرية جميع الطوائف الدينية في الدولة، طالما أنها لا تُعرض وجود الدولة للخطر أو تتعارض مع أخلاق الجنس الألماني ومشاعره؛ فهذا الحزب يؤيد وجهة نظر المسيحية الإيجابية دون ضم نفسها طائفيًا لأي عقيدة محددة؛ كما أنه يصارع الروح اليهودية المادية داخل وخارج البلاد، مع الاقتناع التام بأن شعبنا لن يتعافى أو يسترد مجده مجددًا إلا من الداخل وبناءا على المصلحة العامة والمشتركة قبل الفردية.

والجدير بالذكر أن هتلر رأى أن العالم محكوم بالداروينية الاجتماعية، فقد ذكر (قوانين الطبيعة) عند حديثه عن الدين عدة مرات، كما يَذكر كتاب (Hitler’s Table Talk):
من الطبيعي، أن تكون الثروات من حق الغزاة، وأن تبدأ عمليات الهجرة الكبيرة من الشرق، هذه قوانين الطبيعة وهذا حكمها، فالصراعات وحدها تُعيد تجديد النُخبة باستمرار، وقانون الانتقاء هو ما يبرر هذه الصراعات المستمرة، حيث يكون فيه البقاء للأصلح فقط.

كما يندد بالديانة المسيحية ويدينها في نفس الحوار قائلًا:
المسيحية تمرد ضد القانون الطبيعي، واحتجاج على الطبيعة، وبالنظر إلى المسيحية من ناحية منطقية، فإنها قد تعني رعاية منظمة للفشل البشري.

ومن هنا وبناءًا على تلك الأسباب، خَلِص البعض إلى حقيقة أن أدولف هتلر كان ربوبياً يؤمن بوجود إله خلق الكون لا أكثر، حيث كتب (كوهين):

وقد أَعلن (هتلر) صراحة في إحدى خطاباته الرئيسية في عام 1938، أن النازية لم تكن سوى “عقيدة شعبية – سياسية نابعة من رؤى عنصرية”، قائمة على “المعرفة العلمية الصلبة”. إلا أنه ذكر في نفس الخطاب أن “العقيدة” النازية كانت قائمة على احترام الطبيعة وبالتالي كانت مصمَّمة إلهياً”.

في نهاية المطاف، يبدو أنه من المستحيل معرفة معتقدات هتلر الدينية تمامًا، ولكن يبقى الشئ الوحيد الذي نُقر به ويُسلم الجميع بصحته وهو إيمانه المُطلق باثنين لا ثالث لهما، ألا وهما قوميته المُفرطة ونفسه.
يوليو 05, 2018

تعرفوا على : أوروبا و اﻹسلام و خطأ ال 100 عام

أوروبا و اﻹسلام



يبحث اليوم العديد من المتخصصين لـ يفهموا ويفسروا سبب أزمة الشرعية في الإسلام هذه الأيام

فـبعض المحللين يُلقي باللوم مُباشرةً على الإسلام نفسه، لكن برأيي أن أزمة الشرعية الدينية للإسلام وانتشار المعتقد السَلَفي ما هو إلا إرثٌ مباشر لإمبراطوريات القرن العشرين الأوربية، ولا أعني بذلك أن أُطلق حُكمًا أخلاقيًا قاسيًا ولا مُناشدة للقيام بإصلاحٍ سياسيّ، بل لكي نتجنّب فعل الأخطاء نفسها مرة أخرى، فيجب أن نفهم كُلًّا من:
1- الإحتجاج بذلك التاريخ.
2- فراغ مُصطلح “الأُصوليّة الإسلاميّة” والذي يُمثل كل شيء من العادات والتقاليد، والتفوّق الذكوري و رُهاب المثلية، وصولًا إلى جرائم القتل الجماعي المُلهَمة دينيًا.

خطأ القرن العشرين الأوروبي

كيف لـتفسيراتٍ متصلبة وأصولية للإسلام أن تتفوّق على فرع الإسلام العُثماني المُتسامح نسبيًا؟ فـلنلقي نظرة إلى التاريخ، فقبل قرنٍ من الآن وتحديدًا في صيف عام 1916 ابتدأت القوى الأوروبية سلسلة تفاعلات تسبّبت بـ تمكين – والإعتراف – بالاستيلاء السعودي على إقليم الحِجاز الذي يتضمن مكّة والمدينة وذلك عام 1924.

في حِين استمر الأوروبيون بقطع الصِلات التقليدية بين السلطات الإسلامية والمؤسسات الدينية (المحكومة استعماريًّا توًّا) و السلطان -الخليفة في اسطنبول. حيث قام الحُكام الاستعماريون الجُدد بقطع التدفّق الدوري للقُضاة (المُفتين) والمعاهد الدينية، ومشاريع المساجد بين العُثمانيين والمسلمين في شمال أفريقيا والبلقان والشَرق الأدنى.


وبذلكَ تُقتلَع قُرونٌ من الدلال العثماني للدين، ومَحق تراتُبية قيادية دينية وذلك لِـصالح مؤسسات ظَن الأوروبيون أنهم سـيسيطرون عليها.

وبالرغم من أن الإمبراطورية العُثمانية قد أُعلنت أنها في (قرن الأُفول) إلا أنّ الخلافة قد إزدهرت كمشروعٍ روحاني عالمي، لكن كانت لديها الكثير من التابعين الذين فضلوا إلغائها أكثر من أي وقتٍ مضى، وذلك بفضل النمو السكاني المُذهل للمسلمين في ظل الحُكم البريطاني والهولندي. لكن كان في الهند البريطانية أكثر من 100 مليون مسلم يدْعون في صلاتهم للسُلطان الخليفة في اسطنبول، كذلك في دول الهند الشرقية (إندونيسيا وماليزيا…) التي كانت تحت الاستعمار الهولندي، لكن تم إجبارهم على الدعاء في خطب الجمعة لأي أحد تختاره تلك القوى الإستعمارية.

أما في الأناضول فلم يتمكن القوميون التُرك سِوى مِن تجريد الخليفة العثماني من سلطاته الدينية عام 1924 وذلك لكون القوى الأوربية كانت قد قَوّضت تلكَ المؤسسة سَلفًا.

إنّ أعظم تحدٍّ ديني – سياسي اليوم يحدث في مركز هذا العالم المُفتّت والذي يشمل “حوض البحر المتوسط” قلب الامبراطورية العثمانية القديمة الذي يضم تركيا وشمال أفريقيا وكذلك العراق والشام والجزيرة العربية.

إنَّ زوال الخِلافة أشعل شرارة أدّت إلى إنفجارٍ كارثي بمستوى المُستعر الأعظم (Supernova) إستمر قرنًا من الزمن، حيث تتابع فيه المُدعون، وجال الإسلاميون في الهلال الإسلامي الخصيب.

إن هزات عُنف التطرّف الإسلامي والتي أعقبت زوال الخِلافة قد انتقلت في نفس المسار الذي تعقبته الدبلوماسية العُثمانية الدينية على وجه الدقّة، والذي يُسمى “الأمّة الإسلامية” أي المجتمع الإسلامي العالمي، والذي يتضمن بنغلاديش وباكستان والعراق وسوريا،


وأي إرثٍ عُثمانيّ كان قد أُعيد تشكيله أو محوه، فـإن ذلك أدى إلى إضعاف أي إحتمال لـ مقاومة محلية والقدرة على الإنكماش بالضد من التشدد الديني المُستورد.

الإرث الديني

أنتج ذلك صراعًا (فتنة) أدّى إلى تقويض الاستقرار السياسي، والاستقلال العسكري الذي كان يتمتّع به المسلمون السُنّة في المنطقة، كما أن الدور التقليدي الذي كانت تشغله اسطنبول قد إنتهى كقمّة لقيادة دينية، بتقسيم الإمبراطورية إلى أكثر من عشر دُول، وكذلك أدى الى ظهور منظمات عابرة للحدود، لا تُشكّل دولًا كالقاعدة والدولة الإسلامية (داعش)، وهذا الإنشقاق المتجذّر ينعكس في الحياة الدينية المُعطلة لملايين المسلمين الذين يستوطنون أوروبا الغربية في هذه اللحظة ولو تتبعنا أصول هؤلاء لعادت لنفس تلك المنطقة.

فكيف تمكنت الوهابية والسلفية من أن تنغرس في مجموعات كاملة من المسلمين الأوروبيين وعلى مدى جيلين؟!

القوى الأوربية التي رحبت بأعداد هائلة من المهاجرين في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، هي نفس القوى التي دَعت مُنظمة رابطة العالم الإسلامي (ومقرها السعودية) لـتُنشئ وتجهز العديد من المساجد وتُموّل أئمتها، وتوزع مصاحف بالمجّان، وكان ذلك كُله جزءًا من معاملات تجارية أساسها النِفط. وعادةً ما كانت الدول الأوروبية تزدري طلبات كهذه من المغرب والجزائر وتركيا، لتوفر بديلًا آخر، ففي بداية الألفية الثالثة قام العاهل السعودي بتعيين أئمة مغاربة في أوروبا أكثر من العاهل المغربي نفسه، وكذلك فالسعودية ترعى 14 إمامًا في فرنسا كل سنة، وبذلك لا داعي لأن نتفاجئ بأن بعض المسلمين الأوروبيين يعتنقون المذهب الوهابي – السلفي وكيف لا وحكوماتهم تصرف بلايين الدولارات وتسهم بشيوع هذه العقيدة المُتطرفة.

لا تُكرّر نفسك

تُواجه اليوم دول أوروبا الغربية خيارًا مُماثلًا حول الدور الذي من الممكن أن تلعبه أنقرة والجزائر والرباط في حياة المسلمين الأوروبيين الدينية، ولكن العديد من تلك البلدان على حافة الوقوع في نفس الخطأ التاريخي الذي حدث في بداية القرن العشرين، فهذه الحُكومات تسعى مرّة أخرى إلى قطع رأس المركز الديني من جُذوره، وذلك بالمساعدة على نشر برامج إسلامية مدعومة من قبل حكومات الشرق الأوسط.

خلال العقد اللاحق لأحداث 11/9 سعَت العديد من الحكومات إلى ترسيم العلاقة بين الدولة والإسلام في محاولة لتحصين مُسلمي أوروبا من الأيديولوجيات المتطرّفة القادمة من الخليج، وعلى سبيل المثال الإنجاز الفعلي الذي قامت به ألمانيا على صعيد المنهج الديني في التعليم الرسمي، وفي فرنسا يحثّ المسؤولون على إنشاء علاقات مثمرة مع قادة ومفكّري المجتمعات الإسلامية في البلاد، ولكن على الرغم من ذلك لا زالت الحُكومات الأوروبية مُترددة في تيسير الحياة الدينية للمُسلمين أو دمجهم بصورة كليّة في قالب يشبه كنيسة الدولة. إن تقاربات الأوروبيين محكومة بالريبة من الزعماء الدينيين المُرسلين رسميًا من قِبل دول ذات غالبيّة إسلامية، وبذلك تكون النتيجة النهائية هي حِرمان الشباب الأوروبي المُسلم من الخوض في نقاشات شرعية إسلامية من الممكن أن تجعله بالضد من الأفكار المتشدّدة.

وبذلك فإنه ليس من المستغرب أن يجد بعض المسلمين الأوروبيين طريقهم إلى الإسلام السلفي – الوهابي، فقد أسهمت حكوماتهم بـمليارات الدولارات التي أُنفقَت على نشر الأيديولوجيات المتطرفة.


وفي سنة 2014 قام البرلمان الأسترالي بالتصويت على إلغاء التمويل التُركي للناشطين الإسلاميين وكذلك طرد رجال الدين الأتراك من البلاد، هذه الحركة ذكرتني بـقرار الإمبراطورية النمسومجرية قبل قرن من الزمان القاضي باستبدال “خليفة البوسنة والهرسك” بزعيمٍ ديني متّفق عليه من قبل الحكومة في فيينا. وكذلك قامت بلجيكا مؤخّرًا بـإصدار وثيقة مشابهة للقرار النمساوي تقتضي بترشيح الأئمة، وفي ألمانيا لـطالما طالبَ سياسيون بإنهاء النفوذ التُركي على الإسلام في أوروبا، وأما الإتحاد الأوروبي فقد موّل مشروعًا صحفيًا غايتهُ فضح “الدُمى التُركية” التي تروّج الأيديولوجيات الدينية لصالح رجب طيب أردوغان وحزبه “العدالة والتنمية”.

في الحقيقة فإن تُركيا – وكذلك الجزائر والمغرب – قد حسّنت بصمتها من الإسلام المُبتعث إلى أوروبا، وهذا يتضمن إعطاء الأئمة كورسات ثقافية قبل المغادرة، والتخصّص باللغة، وشهادة حائزة على منهج يتضمن إرشاد مُسلمي أوروبا في نصوص دينية مُحددة. تستضيف ألمانيا في الوقت الحاضر أكبر عدد من الأئمة والمُعلمين الأتراك مهمتهم إعطاء الإهتمام الروحاني والتعليم الديني للمسلمين الألمان، وهذا أدّى إلى امتنان السلطات الألمانية من هكذا مناهج، حتى أن تلك المناهج توفّر خططًا عقلانية جدًّا لتثقيف شبكات إسلامية أخرى تغطي معاهد ومؤسسات معرفية. إلا أن الجدال المحتدم حاليًا حول “الأصولية الإسلامية” وتراكم إزدراء الحكومة التركية يهدد بتسييس ما يجب أن تكون قرارات أكثر عقلانية حول أي نوع من المنظّمات الدينية التي يجب تشجيعها، وهذا الأمر أكثر إلحاحًا وأهمية من وصول مليون لاجئ مسلم إلى الأراضي الألمانية!

يجب على النُسخة التركية من الإسلام أن تحتفظ بمكانة بارزة أمام توسّع النُسخ الإسلامية الأخرى، وهذا يتطلّب إقناع الجمهور الألماني بأنه مهما كانت الشؤون الدينية صعبة التقبُّل، فإن العلاقة مع الحكومة التركية تبقى حتميّة. لا شك بأن نتوقع أن تلتزم جميع المنظمات الدينية الإسلامية بالنُظُم والقوانين المحلية، ويجب أن نُدرك أن قطع التواصل لموظفي تلك المنظمات والمصلين والمؤسسات التعليمية، ما هو إلا هزيمة ذاتية، وعلى كل مَن يُشكّك في ذلك أن ينظر إلى إزدهار الوهابية في البوسنة والهرسك في هذه الأيام، ونحن في القرن الــ 21 نرى أن السعودية ليست هي التي تترصدنا من خلف الظلام، بل منظّمات إرهابية مثل الدولة الإسلامية (داعش)، والمجتمع الإفتراضي المهول القادر على نشر رسائل متطرّفة بلمح البصر، وختامًا يُمكننا أن نقول أن إمبراطوريات أوروبا في القرن الماضي كانت عاجزة بأن تتنبّأ بعاقبة التصادم مع الإسلام العالمي في هذا اليوم، وعلى الدول الأوروبية أن تتعلّم أكثر من التاريخ؛ وإلا فإنها سوف تكون ملعونةً بتكرارهِ.

الأربعاء، 4 يوليو 2018

يوليو 04, 2018

تعرفوا على : اكتشاف عمل المرأة في عصور ما قبل التاريخ

النساء في عصور ما قبل التاريخ



بَينت دراسة أن عَمل النساء لساعات في طحن الحبوب في عُصور ما قَبل التاريخ اعطت للمرأة ذراعاً قوياً أكثر حتى من النساء اللواتي يمارسن رياضة التجديف في الوقت الحالي.

حيث كشف باحثون من جامعة كامبريدج عن جزء من ” التاريخ المخفي” لأداء النساء للعمل اليدوي الشاق لآلاف السنيين.
وأظهرت الدراسة أن المتطلبات الجسدية للمرأة ماقبل التاريخ قد تم التقليل من شأنها في الماضي.

في الحقيقة، كان عمل المرأة عامل حاسم في نمو اقتصاديات الزراعة المبكرة. فقد اكد الدكتور ايلسون ماسنتوش قائد الفريق البحثي ” هذهِ أول دِراسة تُقارن بِشكلٍ فعليّ عِظام المرأة في مراحل ما قبل التاريخ مع عظام النساء في الوقت الحالي.”

من خلال تحليل عظام النساء، يمكننا أن نعرف كيف كانت سلوكياتهن المكثفة والمتغيرة والشاقة، والتي تشير إلى تاريخ مخفي لعمل المرأة على مدى آلاف السنين.

نخبة الرياضيين

استخدم الباحثون الرنين المغناطيسي لتحليل عظام اليد وبشكل خاص (عظم العضد) والساق (عظمة الساق الأكبر) للنساء الحاليات المحترفات في مجال رياضات السباق والتجديف وكرة القدم، مقارنة باللواتي لديهن أنماط حياة أقل حركة.

تنتمي النساء الرياضيات (اللاتي شملتهن الدراسة) إلى نادي قوارب النساء في كامبريدج، وقد فزن بسباق القوارب في العام الماضي. وسجلن أكثر من 100 كم في الأسبوع على النهر.

جرت مقارنة قوة عظام النساء اللواتي يمارسن الرياضة حاليا مع نساء من العصور الزراعية في العصر الحجري الحديث، ومع نساء من الفترة المبكرة من المجتمعات الزراعية في العصور الوسطى.

أشارت الدراسة التي فيها تم تحليل عظام نساء العصر الحجري الحديث (اللاتي عاشن منذ حوالي 7000 سنة) إلى أن قوة عظام ساقهن مماثلة للمرأة الحالية، ولكن قوة عظام ذراعهن أقوى بمقدار 11-16٪ بالنسبةِ لحجمهن من النساء اللاتي يمارسن رياضة التجديف في الوقت الحاضر . وبهذا فإن قوة ذراع المرأة في العصر البرونزي لاتزال الأقوى.

يعتقد العلماء أن النساء ما قبل التاريخ قد استخدمت الحجارة لطحن الحبوب مثل الحنطة الكتسية القديمة والقمح العادي، وهذه العملية من شأنها أن تقوّي عظام الاذرع النسائية بطريقة مماثلة لما تقوم بهِ رياضة التجديف.

وفي الأيام التي سبقت اختراع المحراث، كانت الزراعة تشمل زراعة وحراثة وحصاد جميع المحاصيل باليد، ومن المحتمل أن تقوم النساء بالكثير من هذه المهام.

واضافت الدكتورة ماكنتوش: “كان مِن المُرجح أيضاً أن تَجلب النساء الغذاء والماء للماشية المنزلية، وتجهيز الحليب واللحوم، وتحويل الجلود والصوف إلى نسيج”.
“إن عمل النساء كان اساس زيادة وصعود الزراعة قديماً وقال الدكتور جاي ستوك، مؤلف أول في الدراسة، ورئيس مشروع أذابت: “تشير نتائجنا إلى أن العمل اليدوي الدقيق للمرأة كان منذ آلاف السنين محركاً حاسماً للاقتصادات الزراعية المبكرة”. يوضح البحث كيف يمكننا معرفة الماضي البشري من خلال فهمنا للاختلافات البشرية الحالية.

الثلاثاء، 3 يوليو 2018

يوليو 03, 2018

تعرفوا على : العلماء يتجهون إلى آسيا وأستراليا لإعادة كتابة التاريخ البشري

أستراليا



من أين أتينا؟ لحوالي 40 سنة، بدت إجابة هذا السؤال أمراً بسيطاً.

لكننا نرى الآن أن للبشر قصة أكثر تعقيداً، فقد قام بتلخيصها (كريستوفر) باي وزملائه في تقريرهم المنشور مؤخراً في (ساينس)، وكانت المعطيات التي تم الحصول عليها من آسيا واستراليا أمراً أساسيا في جمع أجزاء هذا التاريخ معاً.

القصة الأصلية كانت تبدو هكذا: تطور الإنسان الحديث Homo sapiens بهيئته التشريحية الحالية جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى في فترة ما منذ حوالي200 ألف سنة، وبقي هناك لفترة من الوقت ثم بدأ بالهجرة من موطنه في جماعات. وصل إلى أوروبا الغربية وسريعاً حدثت “ثورة بشرية” (قبل حوالي 40 ألف سنة)، منتجة قدراتنا الفنية واللغوية المعقدة؛ فهي نوع من الانفجار الإبداعي.

إن هذه الشعوب المتقدمة إدراكياً وتقنياً نافست وتفوقت على السكان الأصليين من الإنسان البدائي أو النياندرتال (وغيرهم من الشعوب القديمة أو القديمة نسبياً) وفي النهاية غزت الكوكب، لكن أدلةً جديدة تفرض علينا إعادة التفكير في هذه النسخة من التاريخ البشري.

الإنسان الحديث

تحاليل جديدة للأحافير البشرية دفعت بأول أسلافنا الذين يمكن التعرف عليهم إلى حوالي (310 آلاف من السنوات)، ولم يُعثر على هذه الأحافير في شرق أو جنوب أفريقيا، بل في جبل (إرهود) في المملكة المغربية شمالاً، وقد أثارت هذه الاكتشافات أسئلةً من قبيل كيف وأين أصبح الإنسان الحديث “حديثاً”. بشكل تقليدي كنا نرى أن الفرق بين البشر وبقية أفراد المملكة الحيوانية يكمن في قدرتهم على استخدام الأدوات، ومع ذلك فإن علماء الأحياء والرئيسيات يقومون بتسجيل المزيد والمزيد من حالات صنع واستخدام الأدوات بواسطة الشمبانزي وإنسان الغاب وغيرهم، وفوق هذا أثبت العمل الذي بدأ في جنوب أفريقيا أن الانفجار الإبداعي لم يحدث في أوروبا بل حدث في الأصل في أفريقيا، بوقت أبكر من 40 ألف سنة  بكثير. في الوقت الراهن نحن نفهم أن قدراتنا المعرفية والاجتماعية المعقدة بدأت في الظهور قبل حوالي 100 ألف سنة أو أكثر، ولا يمكن تسميته انفجاراً إبداعياً، بل ربما أكثر شبهاً بالاحتراق البطيء الذي تراكم ببطء لينتج النار المستعرة من الإبداع الحديث.

الإنسان القديم والحديث

لعل أكثر الأدلة الجديدة إثارة للاهتمام تأتي من تحليل عينات الحمض النووي القديمة، وتظهر هذه الدراسات أن التفاعلات بين الإنسان “الجديد” (البشر المعاصرين مثلكم ومثلي) والإنسان “القديم” لم تكن مجرد حالة استبدال بسيطة، بل يبدو أن مجموعات من البشر الجدد والقدامى اختلطت، وتزاوجت، وتقاتلت، وتفاعلت مع بعضها بطرق مختلفة، وما زلنا نعمل على فك خيوطها، ويبدو أن نتائج هذه الأحداث تركت لنا إرثاً أبدياً، مثل وجود 1-4% من الحمض النووي الخاص بالإنسان البدائي في الإنسان الحديث غير الأفريقي. كما إن هذه الدراسات بدأت بتحديد بعض الاختلافات الإدراكية “بيننا” و”بينهم”، مثل حقيقة أن دماغ الإنسان الحديث هو عرضة لحالات مثل التوحد والفصام، فيما يبدو أن دماغ الإنسان البدائي لم يكن كذلك.

القصة الآسيوية

إن المنطقة الأسترالية الآسيوية تلعب دوراً أكبر فأكبر في إعادة كتابة قصص التاريخ البشري. فأحافير جديدة كتلك المتعلقة بالإنسان المنقرض قد غيرت بشكل كاملٍ من رؤيتنا لماهية قصة الإنسان في هذه المنطقة. أولئك البشر صغيرو الحجم، وقد يسميهم البعض “الأقزام”، والذين عثر عليهم في جزيرة فلوريس الاندونيسية، مازالوا يمثلون تحدياً لعلماء الأنثروبولوجيا القديمة، هل هم من نوع البشر المنتصب لكنهم أقزام؟ أم أنهم بقايا نوع أقدم؟ ما هي آثارهم؟ ولربما من الأكثر إثارة للاهتمام (بالنسبة لي على الأقل) هي كثرة الأدوات المُصَنّعة والتي تم العثور عليها في السنوات الاخيرة. ويبدو الآن أن أحد اقدم أنواع البشر، الإنسان المنتصب، قد يكون لديه بعض القدرة على الرمزية، وهو أمر نادرا ما ارتبط بهم. وتأتي هذه الفرضية بفضل التحليلات الجديدة للمواد من الحفريات القديمة.

إذا نظرنا إلى الوراء في المواد التي تم استخراجها من أول موقع معروف لحفريات الإنسان المنتصب في ترينيل على ساحل جافا (إندونيسيا)، الذي اكتُشف أصلا من قبل (يوجين دوبوا) في عام 1891، حيث عثر العلماء على صَدَفة تظهر نمط التعرج. وقد تم حفر هذا الشكل بعناية باستخدام أداة حجرية قبل أكثر من 400 ألف سنة (وربما حتى 500). ان ما يشبه هذه الأشكال الهندسية قد وجدت سابقاً في مواقع التنقيب في الجنوب الأفريقي، ولكن مصدرها كان الإنسان الحديث، وجميعها كانت تعود لوقت أحدث. في يوراسيا أيضا، هذه التصاميم موجودة، ولكن نادراً ما ينظر اقترانها بالإنسان البدائي؛ آثار أخرى في جزر جنوب شرق آسيا، وهذه المرة تم ربطها بالإنسان الحديث، إذ تظهر أن عرش الإبداع لم يكن حكراً على إفريقيا وأوربا فحسب، فقد استعادت الاكتشافات والحفريات الجديدة في سولاويسي وتيمور الشرقية ليس فقط أقدم الصخور في العالم، بل مجموعة واسعة من المجوهرات وغيرها من المواد الفنية، وبالإضافة لهذا الميل للفن، فقد وجد أيضاً أن أولى مستعمرات الانسان الحديث في آسيا كان أفرادها يمارسون استراتيجيات الصيد، مثل الصيد العميق في البحر، وهذا يعد مؤشرا إلى معرفة واسعة بالبحر، وأخطاره ومكافآته.

لنركز على أستراليا

كان لأستراليا مساهمتها أيضاً في إعادة كتابة التاريخ، ففي السنتين الماضيتين فقط تم دفع تاريخ استعمار هذه القارة الجنوبية الشاسعة إلى 65 ألف سنة مضت، وفيما إن أقدم حلية عظمية واقدم سكين في العالم عثر عليهما في هذه القارة، أصبح واضحاً أن استراليا كانت (ومازالت) أرضا لشعوب ذات قدرة عالية على التكيف والابتكار، كما إن السرعة التي تمت بها هذه الاكتشافات الجديدة والمذهلة في أستراليا قد ساهمت بفاعلية في تحويل أنظار الباحثين في شؤون التطور البشري من معاقل البحث القديمة في افريقيا ويوراسيا نحو الشرق. وإدراكا للأهمية المتزايدة لهذه المنطقة في تعزيز فهمنا لقصتنا، لا يقتصر الأمر على الأفراد الذين ينقلون تركيزهم إلى آسيا، بل يوجد أيضا مؤسسات بأكملها. على سبيل المثال، تم إطلاق مركز البحوث الأسترالي للتطور البشري في جامعة جريفيث في بريسبان مصحوبا برؤية هدفها التركيز على المنطقة الأسترالية للإجابة على الأسئلة التطورية.

وعلى أية حال فإن هذا وقت مثير للباحثين في هذه المنطقة، إذ يبدو أن الأجوبة التي طال انتظارها لبعض الأسئلة المركزية في دراسات التطور البشري قد يتم العثور عليها هنا في النهاية.
يوليو 03, 2018

تعرفوا على : من اﻷكثر شنا للحروب الملوك أم الملكات

الرجل والمرأة



كانت النساء أقل احتمالاً من الرجال في دعم الحرب الفيتنامية وحرب الخليج أو غزو أفغانستان والعراق، و كذلك فقد ارتكبن جرائم قتل أقل بكثير من الرجال، وهن أقل احتمالاً في تفضيل هجمات الطائرات المسيرة. ومن وجهة نظر باحثين مثل عالم النفس ”ستيفن بينكر“ والعالم السياسي ”فرانسيس فوكوياما“ أن هذا أساس الاعتقاد أن عالماً يقوده النساء سيكون عالماً مثالياً.

ولكن وفقاً لدراسة نُشرت من قبل العلماء السياسيين ”أويندريلا دوب“ من جامعة شيكاغو و ”س.ب. هارش“ من جامعة مكغيل، فالتاريخ الأوروبي يخبرنا غير ذلك، فقد درسوا عدد المرات التي خاض فيها الحكام الأوروبيون الحروب في الفترة بين 1480 و 1913، ووجدوا في ما يزيد عن 193 منطقة أن الدول التي حكمتها ملكات كانت أكثر ميلًا لشن الحروب بنسبة 27% عن الدول التي حكمها الملوك.

انظر للملكة ”إليزابيث الأولى“ الشخصية التاريخية التي تشبه ”تيريزا ماي“ (رئيسة وزراء بريطانيا) كثيراً، وهي تصد هجمات اسطول الأرمادا الإسباني، لكن الضعف المتصور لا يمثل القصة بأكملها، فقد تبين للباحثين أن الملكات أكثر ميلاً للاستيلاء على أراضٍ جديدة، وقد قامت الملكة ”كاثرين العظمى“ بعد الإطاحة بزوجها بتوسيع إمبراطوريتها لمسافة 200 ألف ميل مربع (518 ألف كيلو متر مربع) وهذا يعد مساحة كبيرة حتى بالنسبة إلى روسيا، (وبالرغم من أنها لم تكن الأخيرة، فقد كانت أول حاكمة روسية تضم شبه جزيرة القرم). وقد كانت الملكات المتزوجات أكثر عدوانية من الملكات العازبات والملوك سواء كانوا متزوجين أم لا.

يقدم مؤلفو الدراسة عدة أسباب لذلك؛ أولاً، ربما تكون الملكات المتزوجات قادرات على تشكيل تحالفات عسكرية أكثر ودفعهم للقتال، وبينما ظلت القيادة العسكرية للنساء محظورة، كثيراً ما خدم الأزواج في الجيش قبل زواجهم وكانوا مؤهلين تماماً لتوطيد العلاقات العسكرية بين بلادهم وبلاد زوجاتهم.

ثانيًا، وعلى عكس أغلب الملوك، منحت الملكات أزواجهن سلطة كبرى، وفي بعض الأحيان تحميلهم مسؤولية السياسة الخارجية أو الاقتصاد. ”فرديناند الثاني“ الذي حكم أرغون وقشتالة مع الملكة ”إيزابيلا الأولى“ بين 1479 و 1507، طرد الموروس (السكان المسلمين للأندلس قديماً) من غرناطة.

وفي أربعينيات القرن الثامن عشر، قام الملك ”فرانسيس الأول“ زوج الملكة ”ماريا تيريزا“ بإصلاح الاقتصاد النمساوي وجمع المال للقوات المسلحة في حين حكمت زوجته معظم أوروبا الوسطى. وكان الأمير ”ألبرت“ المستشار الموثوق به الخاص بالملكة ”فيكتوريا“ وقد صاغ سياستها الخارجية حتى وفاته عام 1861.

ويشير المؤلفون أن هذا التقسيم في المهام وفر للملكات وقتاً لانتهاج مزيد من السياسات العدوانية.

وكذلك في العصر الديمقراطي نالت القائدات نصيبهن من الحروب؛ انظر ”لأندريا غاندي“ وباكستان، أو ”جولدا مائير“ وحرب أكتوبر، أو ”مارغريت تاتشر“ وجزر فوكلاند. تضاعف عدد الدول المحكومة من قبل سيدات منذ عام 2000، وهناك مجال كبير للتحسن حيث يمثل الوضع الحالي أقل من 10% من الإجمالي. إن عالماً تقوده النساء فقط قد يكون عالماً يتسم بقدر أكبر من المساواة، أما أن يكون أكثر مسالمة فهذا أمر آخر.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *