كانت النساء أقل احتمالاً من الرجال في دعم الحرب الفيتنامية وحرب الخليج أو غزو أفغانستان والعراق، و كذلك فقد ارتكبن جرائم قتل أقل بكثير من الرجال، وهن أقل احتمالاً في تفضيل هجمات الطائرات المسيرة. ومن وجهة نظر باحثين مثل عالم النفس ”ستيفن بينكر“ والعالم السياسي ”فرانسيس فوكوياما“ أن هذا أساس الاعتقاد أن عالماً يقوده النساء سيكون عالماً مثالياً.
ولكن وفقاً لدراسة نُشرت من قبل العلماء السياسيين ”أويندريلا دوب“ من جامعة شيكاغو و ”س.ب. هارش“ من جامعة مكغيل، فالتاريخ الأوروبي يخبرنا غير ذلك، فقد درسوا عدد المرات التي خاض فيها الحكام الأوروبيون الحروب في الفترة بين 1480 و 1913، ووجدوا في ما يزيد عن 193 منطقة أن الدول التي حكمتها ملكات كانت أكثر ميلًا لشن الحروب بنسبة 27% عن الدول التي حكمها الملوك.
انظر للملكة ”إليزابيث الأولى“ الشخصية التاريخية التي تشبه ”تيريزا ماي“ (رئيسة وزراء بريطانيا) كثيراً، وهي تصد هجمات اسطول الأرمادا الإسباني، لكن الضعف المتصور لا يمثل القصة بأكملها، فقد تبين للباحثين أن الملكات أكثر ميلاً للاستيلاء على أراضٍ جديدة، وقد قامت الملكة ”كاثرين العظمى“ بعد الإطاحة بزوجها بتوسيع إمبراطوريتها لمسافة 200 ألف ميل مربع (518 ألف كيلو متر مربع) وهذا يعد مساحة كبيرة حتى بالنسبة إلى روسيا، (وبالرغم من أنها لم تكن الأخيرة، فقد كانت أول حاكمة روسية تضم شبه جزيرة القرم). وقد كانت الملكات المتزوجات أكثر عدوانية من الملكات العازبات والملوك سواء كانوا متزوجين أم لا.
يقدم مؤلفو الدراسة عدة أسباب لذلك؛ أولاً، ربما تكون الملكات المتزوجات قادرات على تشكيل تحالفات عسكرية أكثر ودفعهم للقتال، وبينما ظلت القيادة العسكرية للنساء محظورة، كثيراً ما خدم الأزواج في الجيش قبل زواجهم وكانوا مؤهلين تماماً لتوطيد العلاقات العسكرية بين بلادهم وبلاد زوجاتهم.
ثانيًا، وعلى عكس أغلب الملوك، منحت الملكات أزواجهن سلطة كبرى، وفي بعض الأحيان تحميلهم مسؤولية السياسة الخارجية أو الاقتصاد. ”فرديناند الثاني“ الذي حكم أرغون وقشتالة مع الملكة ”إيزابيلا الأولى“ بين 1479 و 1507، طرد الموروس (السكان المسلمين للأندلس قديماً) من غرناطة.
وفي أربعينيات القرن الثامن عشر، قام الملك ”فرانسيس الأول“ زوج الملكة ”ماريا تيريزا“ بإصلاح الاقتصاد النمساوي وجمع المال للقوات المسلحة في حين حكمت زوجته معظم أوروبا الوسطى. وكان الأمير ”ألبرت“ المستشار الموثوق به الخاص بالملكة ”فيكتوريا“ وقد صاغ سياستها الخارجية حتى وفاته عام 1861.
ويشير المؤلفون أن هذا التقسيم في المهام وفر للملكات وقتاً لانتهاج مزيد من السياسات العدوانية.
وكذلك في العصر الديمقراطي نالت القائدات نصيبهن من الحروب؛ انظر ”لأندريا غاندي“ وباكستان، أو ”جولدا مائير“ وحرب أكتوبر، أو ”مارغريت تاتشر“ وجزر فوكلاند. تضاعف عدد الدول المحكومة من قبل سيدات منذ عام 2000، وهناك مجال كبير للتحسن حيث يمثل الوضع الحالي أقل من 10% من الإجمالي. إن عالماً تقوده النساء فقط قد يكون عالماً يتسم بقدر أكبر من المساواة، أما أن يكون أكثر مسالمة فهذا أمر آخر.
من فضلك اضغط الاعلان
جزاكم الله خيرا
👇👇👇
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق