الأكاذيب التسعة التي تعيق تقدم أعمالك
استرجاع لأحداث ماضية
مايو 1996 " آسف ، لا يمكننا إقراض شركتكما مبلغ السـبعة آلاف دولار ؛ "
هكـذا أجـاب مسؤول عن القروض الذي كان في بدايات العقد الثالث من عمره ، وهو يهز رأسه في أسى للأمر ، متعاطفا معنا .
واستطرد يقول : " إن نحو 80 بالمائة من الشـركات الناشئة تخفق في السنوات الخمس الأولى لتدشينها ، كما أن مشروعكما هذا ينطوي على الكثير من المخاطر من وجهة نظر البنك مما يجعلنا نتردد في قبول طلبكمـا .
لكن دعاني أسألكما سؤالاً : كيف يتسنى لكما التيقن إلى هذه الدرجة من أن المشروع سيحقق النجاح المرجو في الأسواق ؟ "
أصبنا أنا وزوجتي بخيبة أمل عظيمة ، كما مثلت لنا كلمات هذا الموظف إهانـة كبيرة ، لكن السؤال الذي ألح على كل منا هو : كيف يمكننا الرد وإثبات صحة وجهة نظرنا ؟
في الحقيقة كان المسؤول عن الموافقة على القروض على حق فيما قال ؛ إذ لـم تكن لدينا أي ضمانات ، وكانت كل الأصول التي نحتكم عليها هي سـيارة ماركـة هوندا قديمة بعض الشيء قطعت نحو 200,000 ميل منذ شرائنا لها ، كما أننا لـم نكن حتى قد سددنا كل أقساطها .
بالإضافة لما سبق ، كنا لا نزال نعاني من بعـض الديون المستحقة علينا من المشروعات الخمسة السابقة التي كان مصيرها الإخفاق الذريع ، وكان حجم الضرائب المستحقة على الدخل الفعلي لي في مايو عام 1994 صفرا .
إنه بالفعل سجل من الحقائق غير المشجعة كان من العسير معه أن نحلـم بموافقته على القرض .
وعلى الرغم من أن شركتنا الحالية كانت تحقق مبيعـات بقيمـة 4,000 دولار شهريا ، فلم يكن هذا بالأمر الذي أثار إعجابه بشدة .
وكنا نخصص لأنفسنا من هـذا المبلغ فقط 1,900 دولار كل شهر .
في واقع الحال ، لم نكن بالحصان الفائز الـذي يمكن لأحد المراهنة عليه . مع هذا ، فلا زلت أجد كلماته جارحة حتى الآن .
وفي طريق العودة بالسيارة إلى شقتنا ، سرعان ما تبددت خيبة الأمل لتحل محلها مشاعر الغضب والتصميم على النجاح .
لماذا نخضع ونسلم لما قاله ؟ قـرر كلانـا عندئذ أنه لا بد لشركتنا أن تنمو وتزدهر وان تصبح من الشركات الناجحـة فـي السوق .
وسوف نثبت له ذلك .
تطورات الأحداث : مايو 2005 نمت شركتنا بشكل مطرد وتمكنا من تحقيق حجم ثابت ومستقر مـن المبيعـات بقيمة 250,000 دولار شهريا .
وقد وصل صاف قيمة الشركة إلى مـا يقـارب 2 مليون دولار ، وهو ما مكنا من استبدال شقتنا القديمة بمنزل تبلغ قيمتـه 500,000 دولار وصرنا نمتلك سيارتين تبلغ قيمة الواحدة منهما 50,000 دولار . في الحقيقة ، أصبحت سيارتنا القديمة ماركة هولندا وكذلك محادثتنا - المسؤول عن القـروض أمورا من الماضي السحيق ، وإن كانت لا تزال لحظة قريبة جدا في أذهاننـا مـن مع حيث التأثير العاطفي للموقف .
كيف حدث كل هذا ؟ ما الذي قمنا به على وجه التحديد ؟ استمر في القراءة ، لأن هذا هو محور حديث الكتاب .
إذا أردت أن تكون واحدا من العشرين بالمائة من رجال الأعمال الذين يعيشون حيـاة الرفاهيـة والنجـاح العملي ، فسيساعدك هذا الكتاب على تحقيق هدفك ويخبرك عن الوسـائل الفعالـة لذلك .
وإذا كنا قد نجحنا في تحقيق هذا الهدف ، فبالتأكيد يمكنك أنت أيضا ، ولعلـك تسأل : " كيف أمكنهما التيقن من أمر كهذا ؟ "
ببساطة لأننا أرشدنا مئات الأشـخاص غيرك إلى السبيل لتحقيق ما نجحنا في تحقيقه أنا وزوجتي بالفعل . هذا ، وليس ثمة ما يميزنا عن غيرنا من البشر ، لكن ثمة أمور مميزة تتعلق بالنتائج المترتبة على ما يحدث عند استيعابنا لتلك الحقائق التي يدور حديث الكتاب حولها . ولن يقتصر دورنا في هذا الكتاب على إطلاعك على أسرار تحقيقنا هذا الهدف ، لكن حديثنا سيمتد التعـرض بالشـرح والتحليـل لمـزيج مـن الأفكـار والاستراتيجيات التي وضعها خبير السمات النفسية المؤثرة في النجاح الشخصـي الأشهر ستيف شاندلر . لقد كانت كتبه عن تحفيز الذات من بين أكثر الكتب مبيعا في العالم للعديد من السنوات ، كما تمت ترجمتها إلى 11 لغة .
لكن القراءة وحدها عن نجاحات الآخرين ليست بالأمر الكاف ، طالما لـم تـكـن لديك القدرة على الاستفادة من التجارب التي قرأت عنها لصـالح تعزيـز مكانـة شركتك .
وسيوضح لك هذا الكتاب كيفية التحلي بهذه القدرة وكذا كيفية السير على خطى الناجحين .
كما سنتعلم فيه كيفية تحقيق النجاح المتواصل في المستقبل .
إذا كنت المسؤول عن القروض الذي تحدثنا عنه في البداية والذي جمعتنـا بـه مقابلة في عام 1996 ، وكان هذا الكتاب بين يديك فنحن نقول لك شكرا لم نعد فـي حاجة إلى اقتراض السبعة آلاف دولار .