ذكور النحل تتميز بكبر الحجم مقارنة بالشغالان وأيضاً الملكات ، لكن ملكة النحل تكون أطول من الذكر بالرغم من كونه أضخم منها.
وظيفة الذكور في القطيع
الذكور ليس لها أي وظيفة تذكر في الطائفة باستثناء القيام بطيران الزواج لتلقيح الملكة ، وبعدها تبقي الذكور بلا عمل حتي طيران زفاف آخر ، وربما تنقلت الذكور بين خلايا المنحل الواحد طالما توفرت حبوب اللقاح والعسل لدي الطوائف لأن الذكور شرهة جداً لأكل العسل.
تطير الذكور مسافات كبيرة من أجل تلقيح الملكة في طيران الزفاف ، وقد وجد علماء النحل أن الملكات ربما يتم تلقيحها بذكر ليس من طوائف المنحل بل من نوع آخر أي من سلالة أخري تعيش في منحل آخر قريب ،
ولأن في العادة تكون المسافة بين المناحل 2 كيلو متر وأكثر فإن هذا معناه أن الذكور تطير في موسم التزاوج مسافات أكبر من 2 كيلو متر بهدف تلقيح الملكات.
نهاية حياة الذكور
الذكر الذي ينجح في عملية التلقيح يكون نصيبه الموت بسبب انفصال عضوه الذكري في جسم الملكة بعد التلقيح مما يتسبب في موته.
تصبح يرقة الذكر جاهزة للقيام بتلقيح الملكة بعد اليوم العاشر من اكتمالها وخروجها من الطور اليرقي الأخير ، وغالباً ما تتوافر الذكور بكثرة في أوقات مواسم التلقيح والتزاوج أي في فصل الربيع.
تختلف طوائف النحل في ميلها لتربية أعداد كبيرة من الذكور ، فنجد أنواع النحل الميالة للتطريد بكثرة تميل إلي تربية أعداد كبيرة من الذكور بغرض تلقيح الملكات الجديدة بعد عمليات التطريد المتعدة ، والعكس في الطوائف الغير ميالة للتطريد.
شكل حضنة الذكور
حضنة الذكور يكون عطائها بيضاوي الشكل لأعلي قليلاً أكثر من غطاء حضنة الشغالات التي يكون غطائها في نفس مستوي العيون السداسية الشمعية.
في خلال يومين علي الأكثر من خروج الملكة الجديدة تكون قد تخلصت تماماً من كل الملكات المنافسة لها كما ذكرنا من قبل ،
تبدأ الملكة بعدها في الخروج خارج الخلية لفترات قصيرة في الأيام التي تكون درجة الحرارة فيها مناسبة.
الجولات الملكية
تخرج الملكة للقيام بهذه الجولات الاستطلاعية بهدف تحديد موقع الخلية وتمييز التضاريس حول مكان الخلية بدقة.
الجولة الأولي للملكة قد تكون لمدة دقيقة واحدة لا غير ، بعدها تطول فترة طيران الملكة حول الخلية وأعلاها وقد تصل فترة الطيران من 30 إلي 60 دقيقة.
بعد هذه الطلعات المتعددة تخرج الملكة للتلقيح وتبدأ فترة التلقيح في خلال يومين إلي شهر.
سرب الذكور والتلقيح
عند بدء طيران الزفاف تجتمع الذكور من الخلية والخلايا المجاورة بل والمناحل المجاورة وتطير سوياً ، وعند طيران الملكة يتبعها سرب الذكور وتأخذ الملكة في الارتفاع تدريجياً وتتبعها الذكور حتي يلحق بها أحد الذكور فيقوم بتلقيحها وينفصل عضوه الذكري في جسم الملكة وتعود الملكة إلي خليتها حاملة معها عضو الذكر الذي قام بتلقيحها.
تنظيف الملكة
عندما تصل الملكة إلي الخلية وتدخلها تبدأ الشغالات بتنظيفها وإزالة عضو الذكر منها ، وتبدأ الشغالات في تغذية الملكة بالغذاء الملكي ، وتكون الملكة قد اخذت وقتاً للتلقيح والاحتفاظ بالسائل المنوي بسبب بقاء العضو الذكري فيها طول هذه المدة.
غالباً يتم تلقيح الملكة في الطيران الأول ، وأحياناً لا يكون التلقيح الأول كافياً فتحتاج الملكة إلي رحلة طيران ثانية وربما في النادر رحلة ثالثة.
إذا لم يتم تلقيح البيض فإن البيض الناتج من الملكة يخرج منه ذكور فقط وهذا يسبب فناء الطائفة في خلال فترة وجيزة.
إذا لم يتم تلقيح الملكة في خلال شهر لأي سبب من الأسباب كسوء الأحوال الجوية مثلاً فإنه غالباً لا يتم تلقيحها أبدأ في ذلك الموسم.
أحياناً يلحق بالملكة عدة ذكور فيقومون جميعاً بتلقيحها مما ينتج عنه شغالات مختلفة الألوان علي طول فترة وضع الملكة للبيض.
تربي ملكة النحل في بيت أكبر من العيون السداسية التي تتربي فيها اليرقات الأخري، بل البيت الملكي عبارة عن مجموعة من العيون السداسية يتم ضمها معاً،
وعلي هذا فالبيت الملكي كبير جداً مقارنة بالعيون السداسية، ويشبه البيت الملكي إلي حد كبير حبة الفول السوداني الغير مقشرة من القشرة الخارجية فاتحة اللون.
البيت الملكي كغطاء بيوت العذاري يكون مبنياً من الشمع الممزوج بحبوب اللقاح وبهذا يكون مسامياً يسمح لليرقة بالتنفس من خلاله، ودائماً ما تبني الشغالات البيت الملكي لأسفل ويكون رأس الملكة العذراء إلي أسفل قبل خروجها من البيت وتقوم بقرض غطاء البيت ثم تخرج منه.
تشرع الطائفة في بناء البيوت الملكية في حالات خاصة وهي:
1- الرغبة في التطريد:
عندما تنشط الملكة وتبدأ في وضع البيض بكثرة يكثر عدد النحل في الخلية وربما يصل إلي مرحلة تصبح الخلية فيها ضيقة علي النحل ووقتها تبدأ الطائفة في بناء بيوت ملكية تخرج منها كلها ملكة واحدة، وتنقسم الطائفة إلي قسمين قسم مع الملكة القديمة وآخر مع الملكة الجديدة، وتترك إحداهما الخلية للأخري مصطحبة معها القسم الذي يتبعها من الشغالات للبحث عن مكان آخر، وعملية التطريد هذه عريزة في النحل بغرض التكاثر وسنتعرف مستقبلاً علي طرق منع التطريد في المناحل حتي لا يفقد النحال الكثير من النحل.
2- استبدال الملكة أو فقدها:
بعد مرور ثلاثة سنوات أو أكثر علي تلقيح الملكة تبدأ في الضعف ويقل عدد البيض الذي تضعه يومياً، أو ربما يتم قتلها أثناء عملية فحص الخلية أو تقع خارج الخلية أو يتلف أحد أعضائها، وفي كل الحالات تحتاج الطائفة إلي تربية ملكة جديدة مكان القديمة أو المفقودة.
وجدير بالذكر أن بعض سلالات الحل ميالة للتطريد بكثرة كصفة وراثية فيها كالنحل المصري، والبعض الآخر لا يميل لهذا بكثرة كالرينولي.
البيضة اسطوانية الشكل مقوسة قليلاً طولها يقترب من الملليمتر ، ذات قشرة بيضاء عاجية عليها خطوط شبكية ، ويكون البيض عمودياً علي قاع الخلية السداسية عند وضعه ، وملتصقاً به عادة بمادة غروية .
ثم يميل في اليوم الثاني إلي أسفل بزاوية 45 درجة تقريباً ، ثم يصبح منبسطاً علي قاع الخلية استعداداً للفقس في اليوم الثالث .
وفي اليوم الثالث تضيف الشغالات إلي البيض نقطة من الغذاء الملكي قبل موعد فقسه بقليل حتي إذا خرجت اليرقة أخذت في التغذية والنمو مباشرة ،
ويفقس البيض الذي تحتضنه الشغالات بعد حوالي 3 أيام من وضعه سواء كان مخصباً ( ينتج عنه ملكات أو شغالات ) أو غير مخصي ( ينتج الذكور ) .
يقصد بتحديد نوع الأنثي هو ما ستكون عليه اليرقة الناتجة من بيضة مخصبة هل ستكون ملكة أم ستصيح شغالة ؟
لاحظ العالم هايداك أن يرقات الإناث يقدم لها الغذاء الملكي بكمية كبيرة في الأيام الثلاثة الأولي حتي تأكل ما تريد سواء كانت في بيوت ملكية أو في خلايا سداسية ضيقة ،
كميات الغذاء
ثم تبدأ التفرقة بين اليرقات الموجودة في كل منها بعد اليوم الثالث ،فبينما يعطي ليرقات الملكات كميات وافرة من الغذاء الملكي يقدم خبز النحل بكميات قليلة من وقت لآخر إلي يرقات الشغالات مما يسبب تفوق يرقات الملكات في النمو تفوقاً واضحاً .
وعلاوة علي ذلك تبقي مع اليرقة بالبيت الملكي كمية كبيرة من الغذاء الملكي بعد أن يختم عليها البيت الملكي فتستمر في التغذية والنمو بعض الوقت قبل أن تتعذر بل وابقي كمية من الغذاء الملكي جافة في قاع البيت الملكي ، بينما يرقة الشغالة التي لا تجد شيئاً تأكله بعد إغلاق الخلية السداسية عليها تفقد جزءاً من وزنها حتي تتعذر .
نوع الغذاء
وقد أعلن العالم جونتارسكي حديثاً وجود مادة أرجسترول التي لها وثيق صلة بتكوين فيتامين ب2 وكذلك كمية كبيرة نسبياً من البيوتين في غذاء اليرقات الملكية بينما لا توجد هذه المواد أو توجد بكميات ضئيلة جداً في غذاء يرقات الشغالات التي لها نفس العمر .
ويبدو من ذلك أن تحديد نوع الأنثي إلي شغالة أو ملكة لا يتوقف فقط علي كمية الغذاء الملكي المقدم لليرقات ولكن يتوقف أيضاً علي نوع الغذاء وما يحتويه من مواد وخاصة في الأيام الثلاثة الأولي .
بدأ تطور النحالة الحديثة في العالم منذ عام 1851 بعد أن اكتشف القس الأمريكي لنجستروث المسافة النحلية التي يتركها النحل دائماً كممر بين الأقراص داخل الخلية وتبلغ 3.125 من البوصة .
وعلي هدي ذلك الإكتشاف صنع لنجستروث سنة 1852 أول خلية بها براويز معلقة تفصل بين كل منها مسافة نحلية مما يمنع التصاق الأقراص ببعضها وسهل تناولها للفحص .
ومنذ ذلك الوقت بدأت مهنة تربية النحل في الإزدهار والتطور .
بعدها اخترع العالم الألماني جوهانز مهرنج سنة 1857 الأساس الشمعي لأقراص العسل وعليه نقوش لمباديء الخلايا السداسية .
ثم تلاه المهندس النمساوي فون هروشكا سنة 1865 واخترع فراز العسل .
ويعتبر الأمريكي موسي كويمبي أبو النحالة التجارية إذ استبعد عملية قتل النحل بالكبريت للحصول علي العسل ، فاخترع مدخن النحل سنة 1870 ، كما أنتج سكاكين الكشط وكان أول من صنع الخلايا متعددة الأدوار ليقوم النحل بتخزين العسل فيها وأنتج أنواعاً متعددة من الخلايا .
في سنة 1873 قام بنجهام بتحسين المدخن الذي اخترعه موسي كويمبي .
وفي عام 1861 وجد الدكتور ميللر المتخصص في في الطب وهاوي الموسيقي طرد نحل في حديقة منزله ، فاعتني به وقسمه إلي عدة خلايا واخترع عدداً من أدوات النحالة واستخدم الطريقة المعروفة بإسمه في تربية الملكات .
ومع تطور وسائل النقل في القرن الماضي قام الكثيرون بنقل الملكات والطرود من مكان لآخر ، وانتشرت الأبحاث والكتب وتطورت أدوات النحالة بشكل كبير .
وأمكن إنتاج السلالات الممتازة والهادئة عن طريق التلقيح الآلي ، بل وأمكن حفظ سائل الذكور في أنابيب لمدد تصل إلي بضعة شهور ونقلها من بلد لآخر لاستعمالها في التلقيح الآلي .