قشر الكينا
الاسم الانجليزي : Quinine
الاسم اللاتيني : Cinchona sp
الفصيلة البنية : Rubiaceae
أشجار الكينا دائمة الخضرة وموطنها الانديز في أمريكا الجنوبية ويوجد منها أربعة أنواع وهي :
Cinchona officinalis
Cinchona Calisaya
Cinchona ledgeriana
Cinchona succirubra
وهي من الفصيلة البنية ، ويحتوى قشر الكينا على مادة الكينين Quinine وهو العلاج الفعال الطبيعي لمرض الملاريا .
قشر الكينا وعلاج الملاريا
كما يحتوى قشر الكينا أيضا على Quinidine , Cinchonine , Cinchonidine
ومن المعروف أن وباء الملاريا كان منذ الأزمنة القديمة يصيب البلاد الأستوائية شرقا وغربا وظل الناس يبحثون عن علاج هذا المرض التي تصاحبه الحمى والقشعريرة الشديدة يوما بعد يوم .
وأول مرة اشتهر فيها الرجل الأبيض باستخدام قشر الكينا كانت في سنة 1638 حينها عولجت الكونتيسة Cinchon زوجة حاكم بيرو ونائب ملك أسبانيا في ليما عاصمة بيرو في أمريكا الجنوبية من مرض الملاريا وشفيت تماما بعد أن فشلت جميع العقاقير الأخرى في شفائها .
ويستخدم قشر الكينا في تحضير قلويد الكينين المستخدم في علاج حمى الملاريا والقضاء عليها .
كما يستخدم الكوينيدين في علاج عدم انتظام ضربات القلب واضطرابه كما يستخدم قشر الكينا في شراب الكينا المقوية ويحتوى على التوتاكينا وهي خليط من جميع المواد القلوانية الموجودة في قشر الكينا وتستعمل كمقوية وفاتحة للشهية لمرارتها .
ولمادة الكينا قصة يرويها المؤرخون في كتبهم لأن إكتشافها قضى على وباء الملاريا من العالم بعد أن كان هذا الوباء يعربد في المناطق الحارة الأستوائية الرطبة والغابات الكثيفة يسببها بعوض الملاريا الذي كان ينتشر في هذه الغابات والمستنقعات الحارة ؛ وتعنى كلمة ملاريا لغويا في الحقيقه الهواء الفاسد حيث كان أكثر الناس يعتقدون بأنه يسبب وباء الملاريا المحموم الذي كان يعصف بأعداد هائلة من البشر كل عام قبل إكتشاف مادة الكينين الطبيعية .
وكان الباحثون في كل مكان يبحثون بين النباتات عن نبات يساعدهم في القضاء على هذه الحمى البغيضة وما يصاحبها من رعشة تهز كيان المريض كالزلزال من رأسه حتى قدميه وتحوله إلى شبحا شاحبا مخيفا وكل بعوضة تحمل الملاريا .
غير أن مصادر التاريخ تبين أنه من المحتمل أن يكون الهنود الحمر الذين كانوا يعيشون في غابات الأنديز في أمريكا الجنوبية ولهم حضارتهم القديمة حيث تنمو فيها أشجار الكينا كانوا أول عرف بقدرتها العلاجية الفائقة .
وقد اشتق اسم الشجرة من القصة الرومانسية التي تدور حول الكونتيسة Chinchon زوجة نائب الملك الأسباني في ليما عاصمة بيرو وكانت هذه السيدة الأنيقة قد أصيبت بالملاريا اللعينة وعولجت بجرعات من خلاصة قشر الكينا وهو القلف المأخوذ من الشجرة في الربيع من كل عام وشفيت تماما منها بعون الله ذلك بسبب لشعة من ويقال أن الكونتيسة أخذت معها بعض من قشر الكينا عند عودتها إلى أسبانيا في رحلة العودة من أمريكا الجنوبية لعلاج المرضى الأسبان هناك وبالرغم من طرافة هذه الرواية الرومانتيكية في هذا العصر إلا أن الأستاذ Professor Linneus العالم السويدي المشهور في تصنيف المملكة النباتية كان يؤمن بهذه الراوية من أولها إلى آخرها فسمى الشجرة Cinchona باسم الكونتيسة تشينكون .
غير أن بعض المصادر التاريخية تفيد أن الرهبان الجزويت ليما عاصمة بيرو كانوا أيضا على علم بمزايا أشجار الكينا منذ منتصف القرن السابع عشر وقد ظل قشر الكينا مدة طويلة من الزمن يطلق عليه « قلف الجزويت » حيث أن الأباء الجزويت ساعدوا في نقل فوائد شجر الكينا من الهنود الحمر في بيرو إلى أسبانيا وفرنسا وإيطاليا وكل العالم القديم .
وهكذا أصبحت شجرة الكينا رمزاً لمقاومة الملاريا .
وفى عام ١٨٢٠ استخلص بيلتير وكافنتو مادة الكينين من قشر الكينا على شكل بلورات شفافة وقد دلت البحوث والدراسات الأكاديمية والطبية على أن مادة الكينين المادة الفعالة في قشر الكينا وهي التي تشفى مرض الملاريا بسر هی عة فائقة وتنقذ مريض الملاريا من الموت المحقق .
وكانت أشجار الكينا الموجودة في أمريكا الجنوبية المصدر الوحيد لمادة الكينا الكتشفة في علاج مرض الملاريا المخيف وشاءت فرنسا وانجلترا القضاء على احتكار امريكا الجنوبية لها فأنشأت مزارع شاسعة في مستعمراتها في الهند وجاوة وأرسلت فرنسا وانجلترا حملات دؤبة مدربة إلى غابات الأنديز لجلب بذور شجرة الكينا واستطاع علماء النبات الهولنديين أن يحصلوا عام ١٨٢٩ على شتلة من نبات الكينا وبذوره النادرة من بيرو في أمريكا الجنوبية بعد مشقة كبيرة حيث أن أهالي الأنديز قاموا بحراسة غابات الكينا بحماسة لوقف نهبها .
وبالرغم من الصعوبات والأخطار أمكن الحصول في النهاية على بعض البذور والشتلات وإخراجها من بلادها .
وأصبحت هذه البادرات نواة لمزارع واسعة في جاوة والهند .
وقد درست بعض محصولات المناطق الحارة دراسة وافية ، وفحصت كل أطوار انتاج الكينا وزراعتها وحصادها وتحضيرها خصوصا في جاوة وكانت النتيجة النهائية أن احتكر الهولنديون العملية إذ انتجوا 95 ٪ من المحصول العالمي .
ثم قامت محاولات منذ سنة 1934 لإقامة صناعة الكينا في نصف الكرة الغربي فانشئت مزرعة تجريبية في جواتيمالا .
ولما نشبت الحرب العالمية الثانية سنة ١٩٣٩ م تجمعت كميات كبيرة من النتائج واقيمت المشاتل في جميع الأنحاء ، وحينها انقطع الكينين بعد سقوط جاوه وضياعها في الحرب العالمية الثانية وضعت الولايات المتحدة منهاجا هائلا للحصول على أشجار الكينا من أمريكا اللاتينية واستخدمت كل المصادر البرية كما أنشأت مزارع جديدة كما كشفت عدة مصادر جديدة وخاصة الأنواع ذات الإنتاج العالمي من الكينين وهي المادة الفعالة منها Cinchona betaiansis ، وكانت الأكوادور وبيرو أكثر الدول إنتاجا وكان من نتيجة هذه المحاولات ألا يعتمد نصف الكرة الغربى مرة ثانية على النصف الشرقي .
وخاصة بعد أن تبين فائدة الكينين كمادة استراتيجية في حروب الغابات الاستوائية حيث تمرض الجيوش وتهزم بالملاريا وسط المعارك الطاحنة وسط المستنقعات والغابات الرطبة الحارة الغنية بالبعوض الحامل للملاريا حيث لا توجد الرعاية الطبية .
وللحصول على قشر الكينا المحتوى على الكينين ينزع قلف أشجار الكينا من الأشجار المنزرعة باقتلاعها من جذورها حينا تبلغ من العمر ١٢ سنة ثم ينزع القلف السيقان والجذور .
ثم يجفف القلف أي قشر الكينا ثم يطحن ثم يستخلص بالمذيبات العضوية في وسط قلوى ثم يتم تركيز الخلاصات وتركها لتتبلور بلورات الكينين الأبرية الشفافة لتجمع وتجفف جيدا تمهيدا لإستعمالها في تحضير حبوب الكينين المستعملة في مقاومة الملاريا .
من فضلك اضغط الاعلان
جزاكم الله خيرا
👇👇👇
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق