البحث في الموقع

 لدعم الموقع 



آخر المواضيع

الأحد، 19 ديسمبر 2021

الكذبة الأولى : كيف تحصل على ما تبتغيه بالفعل ؟ ٣

 إذا كان ثمة مستوى من النجاح تسعى إلى تحقيقه في إدارة شـركتك لكنـك لا تستطيع الوصول إليه على أرض الواقع ، فإن أولى الخطوات التي عليك اتخاذهـا البحث عن هذا النجاح في أعماق ذاتك .

ولتسأل نفسك : لماذا توجد لدي الرغبة في نجاح هذا المشروع ؟ ما النتائج الإيجابية التي يمكن أن تعود علي جراء ذلـك ؟ وهل أنا فعلاً أستحق هذا النجاح ؟

وإذا كانت الإجابة بالنفي ، فعليك أن تبحث عـن حيثيات عدم استحقاقك لمثل هذا النجاح . ( على الجانـب الآخـر ، إذا وجـدت أن إجاباتك على هذه التساؤلات تساهم أكثر وأكثر في توضيح الهدف الأساسي أمامك ، فلتعلم أن الأمل لا يزال قائما في تحقيق النجاح وأن ثمة بعض التقدم يمكن تحقيقـه في هذا الصدد . أما إذا كان الأمر مغايرا لذلك ، فأنت في هذه الحالة تحتـاج إلـى مراجعة خطواتك السابقة للوصول إلى أنسب السبل للانطلاق من خلالها في رحلة النجاح . ومن التساؤلات الملحة هنا : كيف يقوم الآخرون بتحفيز أنفسـهم ؟ وكيـف يمكنني التعلم منهم ؟ للإجابة على هذه التساؤلات ، تابع قراءة سطور هذا الكتاب ) .

يترك البعض وظيفته في شركة كبرى لأنه يجد في نفسه الرغبة الكافيـة لبـدء مشروع صغير خاص به . مضحيا بذلك بعنصر الأمان الوظيفي والمرتب الثابت في مقابل مخاطر عالم المال والأعمال ، لكن هذه الرغبة العارمة تبدأ في التلاشي مـع العثرات الأولى التي تعترض طريقه ، كما أن العوامل الخارجية تساهم بدورها في تبديد تلك الآمال والطموحات إلى أن يقع المرء فريسة لها .



كان براندن من هذا الصنف الأخير من رجال الأعمال ، فقد كان الرجل مـدير مبيعات ناجحا في إحدى شركات الأدوية بولاية ميتشجان إلى أن اتخذ قراره وعقد العزم على أن يكون له شركته المستقلة .
وبالفعل وضع براندن عددا من خطـط العمل الممتازة لمتجر توريد معدات تقنية صغير ، واضطر إلى الانتقال هو وعائلته إلى ولاية فلوريدا لتدشين مشروعه الجديد . 

لكن الصعوبات اعترضت طريقه مبكرا ، فقد اتضح له أن شريكه في المشروع يفتقد في تفكيره إلى عنصري الابتكار والخيال إلى جانب همته المثبطة في معظـم الأحيان . بالإضافة إلى هذا ، فقد بدأت الأموال التي تم استثمارها في المشروع فـي النفاد بمعدل أسرع من المتوقع ، كما أن حركة المبيعات تميزت بالبطء بشكل عـام وهي العوامل التي دفعت براندن إلى افتقاد وظيفته السابقة التي منحته الشعور بالثقة والأمان الوظيفي الذي لا يجده في مشروعه الحالي .

على الجانب الآخر ، لم تكـن الأحوال في المنزل أحسن حالاً منها في العمل ، خاصة وأنه كان ينقل مخاوفه وقلقه إلى المنزل في شكل تصرفات وردود أفعال لا إرادية .

وما هي إلا مسألة وقت إلى أن انهار حلمه بالكامل .

ولحسن الحظ ، يشغل براندن في الوقت الحالي بعد أن أغلق أبـواب شـركته الخاسرة – وظيفة إدارية في شركة عملاقة في فلوريدا ، وقد بدأت حياته العائليـة تعود إلى سابق عهدها . 

وعندما نتحدث إليه الآن عن الأمر ، أستطيع أن أقول إننـا نجده لا يزال غير قادر على تفهم حقيقة ما جرى لشركته الصـغيرة . فـلا يـزال يتحدث عن عدد من الظروف والملابسات الخارجية التي يعتقد أنها ساهمت في كبح لجام حلمه ، لكنه لا يزال عاجزا عن تفسير الأسباب الداخلية وراء هذا الإخفاق .

وفي تعقيبه على الأمر ، صرح براندن قائلاً : " لو قدر لي أن أبدأ الأمر من جديد ، كنت لأبدأ بمزيد من رأس المال . إنني لم أمنح الأمور الوقت كي تتطور وتزدهر ، لقد استمر مشروعنا لمدة سنة واحدة على الرغم من علم الجميع بأن الأمر يستلزم أربعة أعوام كي نبدأ في حصاد أي أرباح . " نستطيع القول إن براندن تمكن وبسرعة من تحديد العوامل الخارجيـة الكثيـرة التي اعترضت طريقه . و" لم يكن شريكي أو حتى الموظفون في الشركة على المستوى الذي كنت آملـه . " هكذا يقول اليوم . " أعتقد أن هذا هو السبب الرئيسي في خراب المشروع ، فقد كنت في حاجة إلى شخص يتمتع بقدر أكبر من الثقة في النفس والقدرة علـى العطـاء . وأخيرا وليس أخرا ، لقد دخلنا السوق في توقيت خاطئ ؛ أضف إلى مـا سـبق أن معظم عملائنا المحتملين قاموا بالفعل بإبرام عقود التوريد الخاصة و للسنة الحالية وهو ما اضطرنا للانتظار للعام التالي كي يتسنى لنا إتمام الصفقات مع هؤلاء العملاء . "

من ناحيتنا ، قمنا بمنح براندن خلال هذه الفترة العديد من الأفكار المتعلقة بكيفية تحقيق انطلاقة فعلية في إدارته لشركته ، لكنه لم يكن ملهما بدرجة كبيرة مما جعله يتردد في تطبيقها تطبيقا موضوعيا على أرض الواقع . في الحقيقة ،

لم تعد الرغبـة في النجاح قائمة في نفسه ؛ الأمر الذي جعل أفكارنا ومقترحاتنـا تقـع علـى أذان صماء .

لكن لا يمكنني أن أنكر أنني ارتكبت خطأ واحدا يتمثل في أننـي لـم أسـتطع التعرف بشكل واضح على نية براندن بوضوح  فقد افترضت الكثير والكثير حول رغبته في تحقيق النجاح وانتقلت بشكل سريع للغاية إلى التفاصيل ، وهـي الغلطـة التي لن أكررها مرة أخرى .

فبدون وجود الرغبة الحقيقية في النفس ، لا يمكن لأية خطة أو نظام عمل – بصرف النظر عن مدى براعته – أن يحقق النتائج المرجوة .

من فضلك اضغط الاعلان

جزاكم الله خيرا

👇👇👇

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *