نبات إصبع العذراء
الاسم الانجليزي : Foxglove
الاسم اللاتيني : Digitalis purpurea
الفصيلة حنك السبع : Scrophulariaceae
وهو نبات الديجيتالس واسمه Digitalis purpurea فصيلة حنك السبع Scrophulariaceae والتشابه كبير بين زهرة نبات الديجيتالس وبين أصبع اليد وسمي باسم الديجيتالس وهذه الكلمة مشتقة من الكلمتين Digit ومعناها « أصبع ) و Talis معناها « مشابه » أي شبيه الأصبع .
أماكن تواجده
وينتشر نبات الدجيتالس بكثرة في أوربا وخصوصا إنجلترا حيث يزرع كنبات زينة في الحدائق لجمال زهرته وتناسقها على حاملها الزهرى الجميل ، وإختلاف ألوانها المتعددة فمنها الأحمر والأبيض والأرجواني وتعتبر غرب أوروبا الموطن الأصلى للنبات .
وتتركز تجارة الديجيتالس في جنوب شرق أوروبا وخصوصا المجر وبلغاريا كما تنتشر زراعته في الولايات المتحدة الأمريكية .
الصفات العلاجية للنبتة
وكان نبات الديجيتالس مشهوراً في القصص الشعبى وأصبح بعد ذلك من أعظم أدوية القلب في العالم وكان علاجا لمرض الاستسقاء أو إنتفاخ البدن بسوائل مائية ولم يكن يعرف أحد حينذاك أن هذا سببه ضعف عضلات القلب الذي لا يستطيع دفع الدم بسرعة كافية إلى أنحاء الجسم لتبقى السوائل في حركة دائمة الأنسجة ، ولكن الذين كانوا يعرفونه هو أن أوراق الديجيتالس يمكنها بطريقة سحرية تنشيف الجسم من هذا السائل الغامض وإعادة الشخص إلى صحته العادية .
وقد صادف مرة أن امرأة إنجليزية جاءت بوصفة اسرتها القديمة للاستسقاء إلى طبيب شاب في القرية يدعى وليم ويذرينج وقدر أن يكون الديجيتالس كان هو أهم محتويات الوصفة ، ثم جرب في معالجة مرضاه به وأجرى تجارب مختلفة ، ووضع في عام 1776 القواعد العامة لإستعماله والاستفادة منه .
وقد تم إكتشاف المادة الفعالة بواسطة ويذرينج Withering عام 1776 م وسمى بالديجيتالين وهو يشفى من مرض الاستسقاء لأنه يجعل القلب ينبض بقوة ويضخ الدم إلى أنحاء الجسم وأصبح الديجيتالين أهم دواء للقلب حتى الوقت الحاضر ولا ينافسه أي دواء آخر في هذا المجال والجزء المستعمل من نبات الديجيتالس هي الأوراق الجافة وتحتوى على المكونات الفعالة .
ونبات الديجيتالس نبات عشبي ذو حولين تغطيه الأوراق ويبلغ إرتفاعه 15 ـ 30 سم له ساق قصيرة اسطوانية تنتهى بالساق الزهرية الذي ينمو بارتفاع ٨٠ سم ويحمل الأزهار الناقوسية الشكل تشبه الأصبع والأوراق كثيرة وكبيرة إذ يبلغ طول الورقة 10 – ۲۰ سم وعرضها 4 – 10 سم وهي خضراء داكنة من السطح العلوي وخضراء شاحبة من السطح السفلى ولها رائحة تشبه رائحة الشاى تقريبا وطعمها مر لاذع .
وتجمع الأوراق للحصول على المكونات الفعالة بها ولذلك يجب جمعها في الوقت الذي تكون فيه نسبة هذه المواد عالية .
وهذا الوقت يكون النبات فيه في تمام الأزهار ويكون ثلثا الأزهار على الحامل الزهرى على الأقل تامة التفتح والنمو .
وعادة تجمع الأوارق في شهر سبتمبر ويترك النبات للعام التالى فينشط ويكون أوراقا وأزهاراً جديدة وهكذا وقد أثبتت التجارب الأوراق بعد الظهر أو في المساء يعطى محصولا أغنى بالمكونات الفعالة .
وقبل التجفيف يجب فصل الأوراق عن جذوعها ويجب أن تبدأ عملية التجفيف مباشرة فور جمع الأوراق حتى لا تتحلل المادة الفعالة ويكون التجفيف في أفران تجفيف في درجة حرارة 55 م ° وتخزن الأوراق في مكان جاف ، لأن نسبة الرطوبة إذا زادت عن 30 ٪ فإنها تؤدى إلى نشاط اللأنزيمات التي تعمل على تحلل الجليكوسيدات الفعالة .
والمكونات الفعالة هي عدد من الجليوكوسيدات الاستيرودية Steroidal glycosides وقد شغلت هذه الجليكوسيدات أذهان الباحثين منذ عام ١٧٨٠ م حتى الآن لفصلها وتقيمها وقد أثبتت الأبحاث أن الأوراق الطازجة تحتوى جليكوسيدات أولية رباعية تتحلل إلى جليكوسيدات ثانوية ثلاثية ، والجليكوسيدات الأولية هي الأكثر مفعولا .
وهی تنشط عضلات القلب وتقويها وتحسن ضرباتها وإنقباضاتها ولذلك سميت هذه المواد الجليكوسيدية مقويات للقلب وتزيد من اداء القلب كما تستعمل في حالة هبوط القلب فتنظم دقاته وتخلص الجسم من الأملاح الضارة عن طريق زيادة التبول .
ومكونات الأوراق يجب العناية بإستعمال الجرعة المناسبة وإلا حدث نتائج عكسية وهكذا أصبحت جليكوسيدات أوراق الديجيتالس Digitalis purpurea وهي : purpurea - A purpurea - B أعظم دواء للقلب حتى الآن ولا يمكن تشيده كيميائيا ولا يقدر على إنتاجه سوى نبات الديجيتالس Digitalis purpurea .
وحتى يعرف القارىء ما هي الجليكوزيدات بعد أن عرف قيمتها بالنسبة لقلب الإنسان إذا ضعف قلبه ،الجليلوزيدات مركبات أكثرها متبلورة وتذوب في الماء أو الكحول المخفف ولذلك فإن أغلب المستحضرات الصيدلية التي تحتوى على جليكوزيدات تتواجد على هيئة خلاصات سائلة .
والمحلول المائي للجليكوزيدات غالبا مر المذاق وله القدرة على أن يحول الضوء المستقطب لينحرف تجاه اليسار والجليكوزيدات لا تختزل محلول فهلنج إلا بعد تتحلل مائيا لتعطى السكر المتحد بها ويتم التحلل المائي بالأنزيمات التي تتواجد في خلايا النباتات وهذه لأنزيمات توجد في خلايا غير تلك التي تحتوى الجليكوزيدات .
وهكذا فإن النبات الذي يحتوى على نوع معين من الجليكوزيدات فإنه يحتوى كذلك في خلاياه على أنزيم قادر على أن يقوم بإتمام التحلل المائى لهذا النوع من الجليكوزيدات ولتحضير الجليكوزيدات المتبلورة لأوراق الديجيتالس فإنه يجب توخى الحذر والدقة أثناء عملية الإستخلاص لإيقاف نشاط الأنزيم القادر على تحليلها وتكسيرها إلى مادة غير فعالة .
ويمكن إيقاف مثل هذا النشاط الهدام الغير مرغوب فيه وذلك بمعالجة مطحون أوراق الديجيتالس الجافة الغنية بالجليكوزيدات بالكحول الساخن في درجة الغليان لمدة نصف ساعة وذلك قبل البدء في عملية إستخلاص الجليكوزيدات الفعالة ، حيث تؤدى إضافة الكحول المغلى إلى الأوراق إلى قتل الأنزيمات الهدامة وإيقاف أي تحلل أو أى نشاط أنزيمي في خلال عملية الإستخلاص .
وبعد قتل الأنزيمات يتم تخفيف الخليط الكحولي بإضافة الماء تدريجياً على أن يترك الخليط المكون من الأوراق والكحول المخفف أي المنقوع النباتي لفترة حوالى ستة ساعات . ثم تبدأ عملية معالجة المنقوع النباتي بإضافة محلول خلات الرصاص المائي التي تؤدي إلى ترسيب العديد من المركبات غير الجليكوزيدية دون أن ترسب الجليكوزيدات الفعالة التي تبقى في الخليط .
بعد ذلك يتم ترشيح المستخلص وترسيب الزيادة من خلات الرصاص تماماً ثم يعاد الترشيح ثم يتم تركيز الراشح ليتم الحصول على الجليكوزيدات المتبلورة بالتبريد .
وهكذا تكون قصة نبات أصبع العذراء قد إنتهت تلك النهاية السعيدة بتحضير الجليكوزيدات الفعالة في صورة متبلورة كخدمة لمرضى القلب .
من فضلك اضغط الاعلان
جزاكم الله خيرا
👇👇👇
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق