التعريف بالمرض
هو حالة اختلال عقلى تحدث نتيجة حدوث ضمور فى خلايا المخ بدون سبب واضح أو معروف طبيا ، وهو نوع شائع من أمراض خرف الشيخوخة تم اكتشافه بواسطة طبيب الأمراض النفسية ألويس ألزهايمر فى عام 1906 م.
وهذا المرض نادرا ما يحدث قبل سن الأربعين ، لكن فرصة الإصابة بهذا المرض تزداد مع تقدم السن حيث يصيب ما بين 20 - 30 فى المائة من أولئك الذين تبلغ أعمارهم 85 سنة فأكثر ، إلا أنه غالبا ما يصيب الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة على الرغم من إمكانية ظهور بوادره في سن أقل.
وقد يتطور المرض لمدة غير محددة من الزمن قبل أن يصبح ظاهرا تماما ، و يعتبر متوسط الحياة المتوقعة بعد التشخيص ما يقرب من 7 سنوات ، ويعيش أقل من 3 % أكثر من 14 سنة بعد التشخيص.
أسباب المرض
يظهر مرض الزهايمر بسبب التلف التدريجي لخلايا المخ ، وسبب هذا التلف مجهول طبيا حتى الآن حيث يظهر النسيج الدماغي للمصابين زيادة طفيفة في نسبة الألومنيوم ، لكن معظم العلماء يعتبرون هذه الزيادة نتيجة أكثر منها سببا لموت الخلايا.
من هم الأكثر عُرضة للإصابة بمرض الزهايمر ؟
لا يوجد هناك عامل وحيد يسبب هذا المرض ، إنما تشترك عدة عوامل معاً في التأثير وبطرق مختلفة ، نلخصها فيما يلى :
التقدم في السن : يعتبر من أهم العوامل المعروفة المسببة للإصابة حيث يتضاعف عدد المصابين كل خمس سنوات بعد سن الخامسة و الستين.
الجنس : يبدو بأن النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال لأنهن يعشن لفترة أطول.
الوراثة : تلعب الوراثة دورا مهما فى ظهور هذا المرض فى عائلات بعينها.
البيئة : يقوم العلماء بدراسة عوامل البيئة المختلفة التي يمكن أن تسبب مرض الزهايمر وطرق الوقاية منها ، فقد وجد العلماء مثلاً أثرا لمعدن الألمنيوم و الزنك أثناء دراستهم لنسيج دماغ المصابين بمرض الزهايمر ، ويحاول العلماء تحديد فيما لو كان التعرض لهذه المعادن وغيرها يؤثر على ظهور أو تطوره على مدار حياة الفرد كأن يتعود على طهى الطعام فى أوانى مصنوعة من الألومنيوم !
النظام الغذائي : أثبتت بعض الدراسات الحديثة بأن النظام الغذائي المتبع عند شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط الغني بالفواكه والخضروات وزيت الزيتون و البقوليات والحبوب والأسماك الغنية بعنصر الأوميجا 3 ، يمكن أن تخفف من احتمال الإصابة.
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية : وجد العلماء دلائل تشير إلى أن ارتفاع ضغط الدم ونسبة الكولسترول ، وانخفاض مستوى حمض الفوليك ، والتي تشكل العوامل الرئيسية التي تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية ، يمكنها أيضا أن تزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
أعراض المرض
يبدأ هذا المرض ببطء و يتطور بطريقة تختلف من مصاب إلى آخر ، إذ ليس ضرورياً أن تحدث نفس الأعراض عند كل مصاب ، كما قد يختلف توقيت حدوث الأعراض عند المصابين.
وبما أنه من الممكن أن يمتد مرض الزهايمر لأكثر من 20 سنة قبل حدوث الوفاة ، فإنه من الأفضل النظر إليه على شكل مراحل ، لتسهل معرفة ما يحدث خلال كل مرحلة مما يساعد كثيرا في توقع الأحداث ومعرفة كيفية تقديم المساعدة ، حيث تحدث في كل مرحلة تغيرات في القدرة على القيام بالنشاطات اليومية ، وفي السلوك ، والطباع و الإدراك.
تنقسم مراحل مرض الزهايمر عموما إلى 4 مراحل رئيسية :
المرحلة المبكرة : في هذه المرحلة يجد المريض صعوبة في تذكر الأحداث القريبة أو النشاطات أو حتى أسماء الأشخاص المقربين أو الأشياء ، وقد لا يتمكن من حل مسألة رياضية بسيطة ، وفي هذه المرحلة يتمكن المريض من القيام بنشاطه اليومي بمفرده مع القليل من المساعدة أو الدعم.
المرحلة المتوسطة : يبدأ النسيان في هذه المرحلة بالتأثير على النشاط اليومي للمريض ، فقد ينسى كيفية القيام بأبسط المهمات كتنظيف أسنانه أو تمشيط شعره مثلا ، أو يقوم للذهاب إلى دورة المياه ثم يعود ثانية لنسيانه أين كان ذاهبا ، كما يصبح غير قادر على التفكير بوضوح أو معرفة الأشخاص القريبين منه والأماكن ، ويبدأ في هذه المرحلة بإيجاد صعوبة في التحدث و الفهم والقراءة والكتابة ، وتصبح المساعدة الطبية ضرورية في هذه المرحلة.
وعندما يلاحظ و يشك الطبيب في وجود مرض الزهايمر ، فإنه يؤكد هذا التشخيص عن طريق التقييم السلوكي والتجارب الإدراكية مثل سؤال المريض عن تاريخ اليوم و ما يوافقه من أيام الأسبوع ، أو بالسؤال عن رئيس الدولة التى تعيش فيها أو ....
المرحلة المتأخرة : في أغلب الأحيان يحتاج المريض في هذه المرحلة إلى رعاية طبية كاملة ، فقد يصبح قلقا أو عنيفا وعدوانيا ، أو يتوه إذا خرج من المنزل ، وأخطر ما فى هذه المرحلة أنه يتبنى نظرية المؤامرة ممن حوله فيظن أن هناك من يتربص به لسرقته أو قتله فينزع إلى التخطيط للدفاع عن نفسه مما قد يسبب إيذاء عنيف لمن حوله قد يصل إلى حد الكارثة ، لذلك غالبا ما تستدعى هذه المرحلة إيداع المريض مستشفى متخصص.
المرحلة الأخيرة : تعقب مرحلة العنف والعدوانية هذه المرحلة التى تتميز بالهدوء والاستكانة الشديدة حيث يهدأ المريض ويميل إلى السكون وحتى عدم الكلام تماما ، وهذه المرحلة تكون هى نهاية المطاف ، فيصبح المريض غير قادر على أداء حتى أبسط المهام بدون مساعدة ، وتتدهور الكتلة العضلية والحركة إلى الحد الذي يجعله ملازما للفراش كما أنه يفقد القدرة على إطعام نفسه فضلا عن عدم تمكنه من التحكم فى التبول أو التبرز ، ويقوم المحيطون به برعايته بشكل كامل كما يعتنى المرء برضيعه حتى حدوث الوفاة.
ويعتبر مرض الزهايمر مرض عضوي مع أن سبب الوفاة عادة ما يكون عامل خارجي مثل تقرحات الفراش أو الالتهاب الرئوي وليس بالمرض نفسه.
تشخيص المرض
يعتمد تشخيص حالة الزهايمر فى الأساس على التقييم النفسى للمريض بواسطة طبيب الأمراض النفسية والعصبية ، إلا أنه هناك عدة فحوصات طبية تساعد الطبيب على تحديد التشخيص بشكل كبير نذكر منها ما يلى :
الأشعة المقطعية بالكمبيوتر للمخ CT Scan.
تصوير المخ بالرنين المغناطيسى MRI Scan.
طرق العلاج
لا يوجد علاج نهائى للشفاء من مرض الزهايمر ، وتقوم الأدوية المتوفرة حاليا فقط على تقليل سرعة المرض والمساعدة على منع تطور بعض أعراضه نحو الأسوأ ، وتخفيف علاماته وأعراضه ، وذلك يكون لمدة محدودة وعند المرضى في المراحل المبكرة والمتوسطة منه.
ويتم علاج هذه الحالات تحت إشراف طبى كامل و يتضمن العلاج الأدوية التالية :
مثبطات الكولين إيستيريز Cholinesterase inhibitors : تعمل هذه الأدوية على تحسين مستوى النقل العصبي في المخ ، و تتضمن هذه المجموعة :
الدونيبيزيل Donepezil (الآريسيبت Aricept).
الريفاستيجمين Rivastigmine (إيكسيلون Exelon).
الجلانتامين Galantamine (رازادين Razadyne).
أدوية تتحكم فى الأعراض السلوكية : تساعد بعض الأدوية على التحكم فى الأعراض السلوكية المصاحبة لمرض الزهايمر كعدم القدرة على النوم والهيجان والضياع والقلق والاكتئاب ، فمعالجة هذه الأعراض يريح المرضى ويسهل عمل من يرعاهم.
تم الإعلان عن عدة أدوية عشبية وبعض المكملات الغذائية كعلاجات فعالة لمرض الزهايمر مثل :
متمم الأنزيم كيو 10 Coenzyme Q10.
اليوبيكوينون Ubiquinone.
الجينكو بيلوبا Ginkgo Biloba.
الأوميجا 3 Omega - 3.
الهيوبيرزين أ Huperzine A (مستخلص طحلبي صيني).
الكالسيوم المرجاني Coral calcium (مستخلص من المرجان).
فوسفاتايدايلسيرين Phosphatidylserine.
ملاحظات
لا سبيل للوقاية أو لتأخير بداية مرض الزهايمر في الوقت الراهن ، ويأمل العلماء في تطوير لقاح ضده ويطمحون لإيجاد طريقة للتقليل من خطره ، وقد تساعد العناية الخاصة على توفير الراحة لمرضى الزهايمر وحفظ كرامتهم ، كما يوصي الأطباء بالراحة الكافية وتجنب الإجهاد والانتباه إلى التغذية الصحية.
يلعب الشخص الذي يقدم الرعاية دورا هاما في حياة المصاب ، ويجب أن تعلم بأنه لا توجد طريقة واحدة لتقديم هذه الرعاية ، فالمسئوليات تتأرجح بين القيام بأمور هامة كاتخاذ القرارات المالية أو إدارة التغيرات السلوكية للمريض ، أو القيام بمساعدة المريض الذي تحبه في أبسط الأمور الحياتية كارتداء ملابسه أو مساعدته على التبول والتبرز مثلا.
إن القيام بهذه الواجبات أمر صعب ، ولكن مع تعلم المهارات المتعلقة برعاية المصاب يمكنك أن تكون متأكداً بأن المريض الذي تحبه وبمساعدتك يستطيع أن يشعر بالدعم ويحيا الحياة كاملة ، وعليك أن تحرص على الاهتمام بنفسك أيضا وتتخذ الخطوات اللازمة للمحافظة على أن تعيش بنفسك حياة سعيدة.
يختص طبيب الأمراض النفسية والعصبية بمثل هذه الحالات ، ويمكن الاستعانة بطبيب متخصص فى جراحة المخ والأعصاب لتأكيد تشخيص المرض من عدمه.
من فضلك اضغط الاعلان
جزاكم الله خيرا
👇👇👇
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق