يتناول الكثيرون الفطريات كمواد غذائية، لكن الطبية منها تستخدم في علاج العديد من الأمراض كالسعال والسكري وحتى الأورام وقلة المناعة، شرط استعمالها عبر وصفات دقيقة.
ورغم غناها بالمكونات الغذائية لكنها لا تخلو من مواد ضارة.
يعرف كل من الطب الصيني التقليدي وفن الشفاء لدى الهنود الحُمر في أمريكا الجنوبية العديد من أنواع الفطريات التي استخدمتها شعوب هذه المناطق لآلاف السنين في مجال المعالجة بالفطريات. بعض هذه الفطريات أصبح متوفراً في ألمانيا، وبات بعض الأطباء والمعالجين يصفون لمرضاهم أدوية الفطريات على شكل حبوب وكبسولات.
وتعتبر الفطريات في ألمانيا مواد غذائية كمالية ويمكن شراؤها بسهولة وبدون وصفة طبية. ويتزايد عدد المرضى الألمان الذين يلجؤون للتداوي بالفطريات، ومنهم الألمانية بريغيت شميت، التي تعاني من داء "كْرُون"، وهو التهاب مزمن في الأمعاء يصيب الطبقات النسيجية لهذا الجزء من الجهاز الهضمي. وكانت نتائج فحص الكبد لديها سيئة لكنها تخلصت من ذلك تماما بعد استخدامها الفطريات في العلاج.
فطريات طبية: مايتاكِه وبوم بوم وشيتاكِه وريشي
لدى الطبيبة الصينية جي هوانغ في مدينة هانوفر الألمانية عيادة للطب العام، وهي تعالج الكثير من مرضاها بأنواع مختلفة من الفطريات المختلفة، والتي لها أسماء مثل: مايتاكِه وبوم بوم وشيتاكِه وريشي، وغيرها. الطبيبة تعرف بالضبط نوع الفطريات المناسب لكل داء.
وتعالج هذه الفطريات مستويات متنوعة من الأمراض وبدرجات متفاوية: ابتداءً بالسعال ومرورواً بالربو وتجلط الدم وزيادة السكر في الدم ووصولاً إلى تعزيز نظام المناعة في الجسم، بل ويتم استخدام الفطريات الطبية حتى كدواء مضاد للشيخوخة.
الطب الصيني يستخدم الفطريات الطبية تقليدياً
منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة والطب الصيني يوظف الفطريات حتى للوقاية من السرطان. وأصبح العلاج بالمنتجات الفطرية ينتشر تدريجيا في الدول الغربية أيضاً، رغم وجوده في علوم الطب الطبيعي منذ زمن طويل في هذا البلدان.
المعالِج الطبّي الألماني سفين أوفِه كوتي من مدينة هانوفر يصف لمرضاه حبوباً وكبسولات تحتوي على حُبَيْبات الفطريات، على شرط تناولهم لها مع الكثير من السوائل في الوقت نفسه، كي تنتفخ المواد الفطرية وبالتالي لا تؤدي إلى آثار جانبية مثل الغثيان ومغص المعدة أو الإسهال. فالجرعة المناسبة مهمة للوصول إلى الشفاء المطلوب، كما يقول المعالِج الطبي.
ليس من السهل العثور على الفطريات المناسبة وعلى جرعتها الصحيحة للعلاج. ورغم أن ألمانيا مثلاً تعتبر الفطريات من المواد الغذائية الكمالية إلا أنها لا تسمح باستخدامها كدواء طبي إلا وفق الوصفات التخصصية.
لذا يجب الحذر من التداوي الذاتيّ بها ومن مجرد الاكتفاء بتصفُّح معلومات وصفاتها على مواقع الإنترنت وتحضير الدواء منها. فالتداوي بالفطريات الطبية بشكل صحيح ومسؤول يتطلب الكثير من الخبرة التراكمية التي يفتقر إليها الكثير من الأطباء في الغرب، كما تقول الطبيبة الصينية المتخصصة جي هوانغ، بعكس الصين التي عُرِفَ فيها هذا النوع من العلاج وتراكمت لدى أطبائها خبرة تجريبية في هذا المجال منذ أكثر من 3000 سنة مَضَت.
دواء البنسلين مأخوذ من الفطريات
ولا تزال المعلومات والدراسات في ألمانيا مثلاً ضئيلة إلى حد ما حول العلاج بالفطريات. إذ أن معظم دراسات العلاج والتشخيص في هذا المجال تأتي غالبا من القارة الآسيوية، والتي تؤكد تأثيرات الفطريات على خفض ضغط الدم وآثارها المضادة للأورام السرطانية ودورها في تعزيز جهاز المناعة.
من الجدير بالذكر أنه تم استخلاص أدوية معروفة على مستوى العالم من الفطريات، مثل: البنسلين أهم المضادات الحيوية، والسيكلوسبورين الذي لا يستغني عنه طب زراعة الأعضاء. وتتم زراعة أطنان من الفطريات في المزارع الأوروبية مع ازدياد الطلب عليها، لكن مدى تأثيرها الفعلي ضد الأمراض ومدى آثارها الجانبية التي قد تكون ضارة على الصحة لا يعرفها كثير من المستهلكين أو حتى الباحثين بعد.
من فضلك اضغط الاعلان
جزاكم الله خيرا
👇👇👇
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق