لقد أثبتت التجارب المُجراة على الفئران أن جزيئات الحمض الريبي النووي الموجودة داخل الخلايا الجنسية يمكن أن تتغير بتأثير هرمونات التوتر، فقد لُوحِظَ أنّ الآباء الذين يعانون من التوتر يمكنهم أن ينقلوه جينياً عن طريق حيواناتهم المنوية من جيل إلى آخر.
لكن برأي الباحثة (جينيفر تشان) فإنّ نقطة لم يتم تناولها واقعياً وهي: “كيف يمكن لأسلوب حياة الأب أن يؤثر في خلاياه الجنسية ومن بعدها في أولاده”.
ففي الاجتماع السنوي لجمعية علم الأعصاب في 13 نوفمبر في العاصمة واشنطن، أوضح أحد أطباء الغدد الصم في جامعة بنسلفانيا ما توصلوا إليه:
“الآن ومن خلال إجراء العديد من الدراسات توصلت تشان، وزملاؤها لبعض الإجابات، والملاحظات في مجال إيقاف التوتر المتوارث عبر الأجيال”.
ففي هذا السبيل ركز الباحثون تجاربهم على جزء من الجهاز التناسلي الذكري يسمى البربخ، وهو الجزء الذي تنضج فيه الحيوانات المنوية، فتوصلوا إلى نتيجة مفادها أنّ التخلص من بعض المستقبلات الهرمونية في خلايا البربخ والتي تدعى مستقبلات الستيرويدات القشرانية السكرية سيحد من انتقال وتوريث التوتر، والعصبية من الآباء إلى الأبناء.
وقد تم إجراء التجارب على نوعين من الفئران: النوع الأول من آباء لديهم إفراز عالي من هرمونات التوتر، والنوع الثاني من آباء تم حصر المستقبلات الحساسة لهرمونات التوتر في البربخ لديهم، وتمت التجربة بتعريض النوعين لرائحة إحدى المفترسات، فتبين أنّ النوع الأول من الفئران حصل لديه إفراز عالٍ ومزمن من هرمونات التوتر، أمّا النوع الثاني فكان الإفراز الهرموني لديه ضمن الحدود الطبيعية.
وفي تجارب سابقة في نفس المجال، تبينّ أن خلايا البربخ تطلق حويصلات دقيقة محملة بجزيئات الحمض الريبي النووي يمكنها أن تندمج مع بنية الحيوانات المنوية وتغير من تركيبها الجيني.
وبدراسة هذه الخلايا في المختبر تبين أن تعريضها المزمن للستيرويدات القشرية سيغير من تركيب جزيئات الحمض الريبي النووي بداخلها، وهو ما أعطانا فكرة عن كيفية تأثير التوتر على الحيوانات المنوية، والذي يتم وفق تسلسل معين للتوتر، ترتفع فيه مستويات الستيرويدات القشرانية، والتي بدورها تفعّل مستقبلات الستيرويدات في البربخ، والذي ينتج عنه تغيّر في بنية جزيئات الحمض الريبي النووي داخل هذه الخلايا البربخية، وفي النهاية تذهب جزيئات الحمض الريبي النووي المعدلة لتندمج مع الحيوانات المنوية، وهي الآلية التي ينتقل فيها التوتر من جيل إلى جيل لاحق.
من ناحية أخرى فإنّ الحويصلات التي تطرحها خلايا البربخ عند الفئران، وُجِدَت حويصلات مماثلة لها في السائل المنوي البشري.
(تشان) وزملاؤها يدرسون فيما إذا كان للتوتر عند البشر التأثير نفسه على هذه الحويصلات المحملة بالحمض الريبي النووي، وذلك باستخدام عينات سائل منوي مأخوذة من طلاب الجامعة وباستخدام جداول الامتحانات كمعيار للتوتر.
من فضلك اضغط الاعلان
جزاكم الله خيرا
👇👇👇
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق