نشرت صحيفة "كمسومولسكايا برافدا" مقالا كتبته الصحافية الدنماركية إيبن ترانهولم، وكشفت فيه عن السبب الحقيقي لعدم رغبة أوروبا في محاربة
بعد أن هزت بريطانيا ثالث عملية إرهابية خلال الشهرين الأخيرين، بدأتُ أشك في أن قادة أوروبا يرغبون فعلا في محاربة الإرهاب.
ويبدو أنهم على العكس من ذلك يستغلون الإرهاب لمصلحتهم الشخصية في زعزعة أوروبا. إذ إن الناس بعد دفع الأمور إلى الانهيار السياسي والثقافي سيستكينون للشمولية والرقابة الكاملة.
وإن عدد العمليات الإرهابية في أوروبا ملفت جدا، وهي للأسف أصبحت أمرا اعتياديا.
فعمدة لندن وغيره من ساسة أوروبا رفيعي المستوى يقولون:
على الأوروبيين التعود على العمليات الإرهابية. وبعد كل عملية جديدة لا تكلف السلطات نفسها عناء وضع خطة للخروج من الأزمة.
وهذا يكوِّن انطباعا بأن أوروبا تنوي عمل كل شيء من أجل أن يتعود المجتمع على هذا الوضع الذي يعيشه، حيث يمكن قتل أي شخص في أي وقت وأي مكان.
ويؤكدون لنا بأننا "معا" و "لا يمكن للإرهاب أن يفرقنا"، بيد أن هذا لغو فارغ.
فبعد الهجمة الإرهابية في جسر لندن، أدلت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي بتصريحات تقشعر لها الأبدان، لأن كلماتها تدل على أن الإرهاب هو وسيلة لبلوغ الأهداف السياسية:
"لا يمكننا السماح للإرهابيين بأن يشعروا بأنهم في أمان. لكن الفضاء الأمين لنشاطهم هو الإنترنت. ولذا علينا العمل مع حلفائنا لتوقيع اتفاقية دولية لتنظيم الفضاء الإلكتروني، لكي نمنع انتشار الأفكار المتطرفة وعرقلة التخطيط لعمليات إرهابية".
وفي ذلك محاولة واضحة لاستغلال الخوف والرعب الناجمين عن العمليات الإرهابية لتشكيل مجتمع ذي حد أدنى من المقاومة. وإن ردود الأفعال على هجوم الإسلامويين الأخير هي خطوة أخرى على طريق تحويل أوروبا الحرة إلى دولة بوليسية.
ومن الواضح أن تعزيز التدابير الأمنية عمليا ليست لمحاربة الارهاب، بل هي ضرورية للتحكم بنا. ليس هناك محاربة لمصدر الإرهاب، بل لنتائجه فقط.
ولا ريب في أن هدف الاتحاد الأوروبي هو التحول إلى دولة عظمى شبيهة بالاتحاد السوفياتي، ليصبح "أخًا أكبر". والوسيلة الفضلى لبلوغ هذا الهدف هو السماح بوقوع عمليات إرهابية جديدة. وسوف يستمر ذلك إلى أن يطلب الناس بأنفسهم ربطهم بالسلاسل وتعزيز الرقابة والتنصت الشامل عليهم.
من فضلك اضغط الاعلان
جزاكم الله خيرا
👇👇👇
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق