تعتبر نظافة اليدين من أهم الإجراءات التي تمنع انتشار العدوى داخل المستشفيات، و تعتبر نظافة اليدين مصطلحاً عاماً يشتمل على غسل اليدين بالماء والصابون و غسلهما وتطهيرهما بالمواد المطهرة و تطهيرهما بالدلك بالكحول و تطهيرهما استعداداً للإجراءات الجراحية .
و لقد أشارت دراسات عديدة إلى أهمية نظافة اليدين في منع انتشار العدوى داخل المستشفيات، و مع ذلك ، فإن من أهم الخطوات التي يجب اتباعها لتحقيق هذه الغاية هو التزام العاملين في المنشآت الصحية بتحقيق الصورة المثلى لنظافة اليدين إذ تبين من الدراسات أن 40% فقط من العاملين في المنشآت الصحية ملتزمون بسياسات غسل اليدين .
لقرون طويلة، اعتبر غسل الأيدي من ممارسات النظافة الشخصية، و لم تستنتج العلاقة بين الأيدي غير النظيفة و نقل الأمراض إلا خلال القرنين السابقين.
في عام 1847، اكتشف الدكتور إيجانز سيميلفايز، الطبيب بمستشفي فيينا العام بالنمسا العلاقة بين غسل الأيدي و بين إمكانية تقليل حالات وفاة السيدات نتيجة حمي النفاس، و ذلك فقط إذا غسل الطاقم الطبي أيديهم بماء الجير المخلوط بالكلور، لتطهيرها.
كان لاكتشافه نتائج مذهلة، إذ انخفضت نسبة الوفيات من متوسط 10% (من 5-30%) إلي أقل من 2%، لكن التأثير السيئ و العنيف لماء الجير و الكلور علي جلد الطاقم الطبي كان له أبلغ الأثر في رفض هذه الممارسات و رفض تطبيقها، و تم نفيه في النهاية من فيينا تحت ضغط من زملاءه، لكنه مات و هو مقتنع بصحة نظريته، ما جعلنا نعتبره رائد نظافة الأيدي كواحد من الاحتياطات القياسية لمكافحة العدوى في العالم .
وفي بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية، في عام 1843، اكتشف الدكتور أوليفر هولمز أن الطبيب الذي يجري تشريح ما بعد الوفاة لأحد المرضي، خصوصًا المتوفيات بحمي النفاس، ثم يجري عملية توليد، فإن احتمالية وفاة المريضة الجديدة ترتفع بشكل ملفت للنظر،
و هو ما حداه للقول بأن حمي النفاس تأتي عن طريق العدوى من أيدي الأطباء الملوثة،
لكنه، و علي عكس سيميلفايز، لم يشر إلي ضرورة غسل الأيدي، بل أشار في اقتراحاته و توصياته إلي ضرورة تنظيف الأدوات و حرق كل الملابس التي تلوثت خلال التشريح أو الولادة، و التوقف عن إجراء عمليات التوليد لمدة لا تقل عن ستة أشهر.
و تمامًا كسيميلفايز، لقي معارضة شديدة، اضطر بسببها لخوض معارك طويلة الأمد .
من فضلك اضغط الاعلان
جزاكم الله خيرا
👇👇👇
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق