تخفيض
الأسعار طريقة يتبعها كثير من التجار
ورجال الأعمال الصغار من باب جلب عملاء
جدد لزيادة عدد العملاء ، أو لتحسين الو
ضع التسويقي لسلعة ما يمتلكها أو
ينتجها.
تؤتي
سياسة تخفيض الأسعار بعض الثمار أحياناً
علي المدي القصير ، لكنها ثمار غير ناضجة
تصيب من يتناولها بعسر هضم دائم يستحيل
الشفاء منه.
بمجرد
أن تنخفض المبيعات قليلاً أو يعجز مندوبو
المبيعات أو الشخص نفسه عن تسويق سلعة ما
أو خدمة فإن أول ما يفكر به هو عمل تخفيض
علي الأسعار ليغري عملاء جدد أو ليعطي
لسلعته أو خدمته في ظنه قدرة تنافسية.
يصدق
الجميع هذه الأكذوبة "
الناس
تريد أشياء رخيصة "
وتلك
أيضاً "
الحالة
الاقتصادية سيئة والناس يدفعون بصعوبة
"
دعني
أؤكد لك أن هذا كله هراء وكلام لا أساس له
من الصحة ،
منذ
يومين بالضبط كنت أتحدث مع شخص لا أعرفه
عن مشروع إنتاج لبن الزبادي وتوزيعه وكان
ذلك الحوار علي الشبكة.
قال
لي هذا الشخص بالضبط :
" الناس
مش لاقية العيش الحاف علشان يشتروا زبادي
".
هل
هذا الكلام صحيح فعلاً ؟؟
ربما
الأحوال ليست علي ما يرام نعم ، لا خلاف
علي ذلك ، لكن هل منع ذلك الفقراء من الشراء
؟؟
الإجابة
هي :
ابداً
لم يحدث.
الكل
يشتري الزبادي ، فقيراً كان أو غنياً.
بل
في مصر 60
مليون
موبايل يملكهم حوالي 50
مليون
مشترك أو يزيدون قليلاً ، ومعني هذا أن
كل أسرة تقريباً فيها جهاز موبايل علي
الأقل سواء كانت غنية أو فقيرة.
أليس
أغلب هؤلاء ال 50
مليوناً
من الفقراء والبسطاء ومع ذلك قرروا شراء
الموبايل ونفذوا ذلك القرار ؟
أليسوا
هم من يشحنون هذه الخطوط ويتحدثون منها
؟
هل
يوجد مكان في مصر ليس به طبق استقبال بث
فضائي أو وصلة علي الأقل يدفع لها أصحاب
المنزل 20
أو
30
جنيهاً
شهرياً ؟
هل
يوجد مبني في مصر أو عمارة ليس بها علي
الأقل وصلة إنترنت مهما كان الناس فقراء
أو أغنياء ؟
إذن
هناك اشياء قرر الناس الحصول عليها سواء
كانوا فقراء أم أغنياء ، وبالفعل حصلوا
عليها.
بل
من التناقضات الغريبة أن تجد شخصاً مرتبه
400
أو
500
جنيهاً
مثلاً يشتري بالتقسيط موبايل ثمنه في
التقسيط 4000
جنيهاً
ويدفع له كل شهر نصف راتبه !!
هو
قرر أن يحصل علي ذلك الشيء ، وسيحصل
عليه.
إذن
الناس تشتري سواء كانوا فقراء أو أغنياء
لا علاقة لهذا بالأمر ، المهم أن يقرر
العميل أن يشتري ، هو سيتدبر أمره بعد
اتخاذ القرار.
لماذا
تعتقد إذن أن خفضك لسعر منتجك أو خدمتك
سيجذب المزيد من العملاء وسيساعدك علي
المزيد من عمليات البيع ؟؟
بل
علي العكس يري المستهلكون في الغالب أن
ارتفاع سعر المنتج عن مثيله دليل علي
زيادة جودته وقيمته.
مميزات
سياسة خفض الأسعار:
1-
إحداث
زيادة كبيرة مفاجئة في المبيعات والتوزيع
، مما يترتب عليه تصريف كميات جيدة من
المنتجات ودخول عائدات كبيرة إلي خزينة
البائع في فترات وجيزة ، وهذا قد يساهم
في حدوث حالة انتعاش عامة في الشركة أو
المحل أو المؤسسة نتيجة لزيادة التدفقات
المالية خاصة في الأوقات الحرجة التي
يكون لدي صاحب العمل نقص في السيولة
المالية.
عيوب
سياسة خفض الأسعار:
1-
تدليل
المستهلك وتعويده علي التخفيضات المستمرة
لتحفيزه علي الشراء ، فالمستهلك تعود مع
مرور الوقت علي التخفيضات ، وأصبح ينتظر
أوقات التخفيضات ليقوم بعملية الشراء ،
مما جعل الأوقات الأخري حالة من الكساد
العام ، هذا من جهة ، من جهة أخري أصبحت
هذه السياسة وسيلة ضغط علي البائع نفسه
الذي يقدم التخفيض في السعر !!
فتجد
تاجر القطاعي يضغط علي تاجر الجملة بسبب
تعود الأول علي تخفيضات يقدمها الآخر
كلما ظهر في الأفق منافس جديد.
وهكذا
ساهمت سياسة خفض الأسعار في تعميق فترات
الكساد,
2-
تقليل
عائدات البيع المتوقعة مما يترتب عليه
أيضاً تقليل نسبة الأرباح ، ومع قلة
الأرباح مع وجود التكاليف الثابتة
والكتغيرة للمنتج يصبح من الصعب تخصيص
ميزانية معقولة للدعاية والإعلان والتسويق
للمنتج مما سيترتب عليه انخفاض المبيعات
في المستقبل بلا أدني شك,
3-
الوصول
إلي مرحلة يستحيل معها إحداث تخفيضات
إضافية وذلك عند الاقتراب من سعر التكلفة
بينما تعود مستهلك هذه السلعة علي التخفيضات
وأصبح الذي يربطه باستهلاك هذه السلعة
تحديداً هو تقديمها تنازل تلو الآخر من
ناحية الأسعار ، وعندما تتوقف هذه التخفيضات
سيزول الارتباط بين المستهلك وهذه السلعة
وسيبدأ في البحث عن منتج آخر أعلي سعراً
لكنه أجود ويشبع رغبة المستهلك.
4-
الإضرار
بالسوق عامة سواء المنتجين أو المستهلكين
، فخفضك لسعر منتجك الذي أبيعه أنا أيضاً
سيجبرني إن لم يكن عندي القدرة علي إيجاد
حلول بديلة علي إجراء نفس التخفيض علي
سلعتي لكي أجاريك في السعر ولا تقل
مبيعاتي.
لكن
هل ستنتهي الأمور هنا ؟ لا أعتقد ، سيبدأ
أحدنا من جديد هذه الخطوة بعد مدة أخري
وسيىضطر الطرف الآخر إلي اتخاذ إجراء
مشابه.
المستهلك
حتي الآن مستفيد ، لكن بعد فترة سنضطر أنا
وأنت لتقليل جودة الخامات قليلاً لنجاري
انخفاض الأسعار الذي صنعناه بأنفسنا ،
ومن هذه النقطة سيبدأ المستهلك في المعاناة
، لن تدوم السلعة طويلاً كالسابق ، أو
ستقل الكمية ، أو ستكون سهلة الكسر عن
التي كنا نشتريها من قبل ، وهكذا ......
لكن
لو تم تثبيت الأسعار ولم يدخل المنتجون
والبائعون حروب الأسعار فسيضطر المستهلك
في النهاية للشراء بالسعر الموجود لأنه
لا يوجد غيره.
وفي
هذه الحالة سيربح المنتجون والبائعون
بنسبة معقولة وبالتالي سيعتنون بالخامات
والخدمات والتسويق ، وسيخصصون ميزانيات
جيدة للخامات وأخري للدعاية والتسويق
والإعلان.
وفي
هذه الحالة سيستفيد الجميع ، سيربح
المنتجون والبائعون ربحاً مرضياً وفي
نفس الوقت سيحصل المستهلكون علي خامات
وخدمات جيدة.
النصيحة:
لا
تبدأ أبداً حرب أسعار.
من فضلك اضغط الاعلان
جزاكم الله خيرا
👇👇👇
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق