البحث في الموقع

 لدعم الموقع 



آخر المواضيع

الأحد، 13 سبتمبر 2009

إنزال الزريعة في الأحواض

أنت الآن جاهز تماماً لمرحلة من أهم مراحل مزرعتك السمكية والربح منها شريطة أن تعتني بهذه الخطوة أشد العناية.

أياً كان نوع السمك الذي سوف تستزرعه ، وأياً كانت طريقة نقله أو حجمه أو كان مكيساً أو لا فإنه يجب أقلمة الأسماك علي طبيعة وظروف أحواضك تدريجياً قبل وضعها في الأحواض.

الأقلمة تعني تعويد الأسماك علي ظروف الحياة في مزرعتك تدريجياً وليس فجأة.

تخيل معي أن الإصباعيات أو الزريعة تكون معبأة في أكياس أو في مشمع في صندوق سيارة يسير بها في مناطق يغلب عليها الوعورة والمطبات ، والأسماك تهتز بشدة مع كل هذه الظروف !! قوة الاهتزاز وحدها قد تتسبب في حدوث صدمة عصبية للأسماك الصغيرة تتسبب في وفاتها فوراً !! بعدها تقوم بوضعها في مناخ ليست معتادة عليه بعد مع الظروف السابقة سيؤدي هذا بلا شك إلي نفوق كميات لا يستهان بها من الزريعة.

في منطقة سهل الطينة حيث كنت مقيماً فترة من الزمن نشطت قطعة الأرض التي خلفنا بالضبط ، استبشرت أنا وزميلي الذي يعمل معي لأنه سيكون لنا جيران وستدب الحياة في المنطقة.
 في خلال أيام كان الحفار يعمل بجد لتقسيم قطعة الأرض.
 لم يأت صاحب المزرعة إلي مزرعتنا ولو مرة ليسأل عن شيء بخصوص الري أو الصرف أو غيره.
 خلال أيام امتلأت الأحواض بالماء وفي حوالي الثانية ظهراً وصلت سيارات ربع نقل متتالية تحمل زريعة سمك ( السهيلي ) وفي دقائق كان تجار الزريعة قد قبضوا ثمن الزريعة المتفق علي إحضارها بعد أن أنزلوا الزريعة للأحواض في دقائق.

قبيل المغرب ظهرت زريعة ميتة طافية علي سطح الماء ، أثار هذا المنظر ناصر صاحب الأرض والزريعة ، فنادي علي شخص كان قد اتفق معه علي ري الأرض وسأله لماذا هذه الزريعة ميتة ؟؟ فأجابه بعض الزريعة تموت ولابد مع النقل وطمأنه.

تكرر الحال 4 أيام حتي خلا الحوض تماماً من الزريعة !! كاد ناصر يصيبه الجنون وجلس يندب حظه العاثر الذي جعل زريعته تموت دوناً عن الآخرين !! كان ثمن الزريعة 38000 حنيهاً مصرياً علي ما أذكر !!! ما زلت أتذكره وهو جالس علي جسر مزرعته واضعاً يده علي رأسه ناظراً في الماء.

خطة ناصر كلها كانت خطأ، سمع ناصر أن مشروع المزرعة السمكية مربح جداً ، وأنه هو الطريق للثراء السريع ، مجرد موسمين متتاليين وتنتهي مشاكلك !!!

سمع ناصر من بعضهم عن كيفية شراء الزيعة وأن الذي يقوم بفحر الأحواض حفار فسارع ببدء مزرعته الخاصة فوراً.

خسر ناصر في هذه المغامرة مبلغ يقارب 50000 جنيه مصري بأسعار ٢٠٠٢ !!! ربما لو كان عبر الصرف الذي بيننا وبينه وسألنه بضعة أسئلة لكان حاله تغير تماماً !!

أخطأ ناصر في إحضار كمية كبيرة جداً من الزريعة في تجرته الأولي وهو ما زال يتعلم بعد ، وأخمن أن زريعة سهيلي بهذا المبلغ لن تقل بأي حال من الأحوال عن 120000 سمكة !!!

والصحيح أنه كان يجب عليه أن يستزرع عدة أنواع معاً منها وبلا أدني شك البلطي النيلي وحيد الجنس.
تشكيل قطيع الأسماك يقلل من مخاطرك ، فإن كان نوع منها يتسم بالضعف فالآخر يتسم بالقوة ، وهكذا ............

وأخطأ ناصر في نقل الزريعة في منتصف النهار وتعريضها لأشعة الشمس والرياح الشديدة في ذلك الوقت من السنة في شهر يناير ، وكان لابد من السير ببطء حتي لو استغرق نقل الزريعة يوماً كاملاً ،

وكان يجب أن تكون الزريعة محمية بمشمع أعلاها يحميها من الشمس ومن الرياح سواء كانت في أكياس أو في مشمع.

وأخطأ ناصر في عدم أقلمة الزريعة قبل وضعها في الأحواض.

كل خطوة من هذه الخطوات كانت كفيلة بتقليل الخسائر 20% علي الأقل !!!

من فضلك اضغط الاعلان

جزاكم الله خيرا

👇👇👇

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *